ترنيمة ولادة طائر الرخ
آه يا فردوسي الحنونة،آه يا درتي المكنونة
بين ضلوع قلبي ،اه يا أمي، ليتك تعلمين
ماذا فعلوا بصغيرتك التي ما زالت في نظرك رضيعة
ليتك تعلمين ماذا فعلوا بوردتك ، تلك الوردة التي لم تقصري في الاعتناء بها لمدة تسعة عشر عاماً،
و كنت تتلهفين لرؤيتها و هي تكبر بين ناظريك ، للأسف إستغلوا بعد حضنك الدافىء عنها الذي كان بمثابة درع يحميها من شرور هذا العالم إستغلوا بعده و بتروها ،وها هي الآن قد يبست و ذبلت ولم تعد كسابق عهدها ،فقد راحت ضحية للعشق عشق من طرف واحد، يا درتي الكريمة ، يا امي أبنتك عشقت رجلا سلب عقلها ، و قلبها، و عافيتها أيضا، وحلق بها عالياً غير مبالياً بما سيحدث لي فكان هو دون غيره بؤبؤ قصيدتي ومن حبه رسمت أقوى عاصمة لأبجديتي. لكن في نهاية المطاف شق طريقه بعيداً عني وعن حبي بعدما تركني أتخبط في حقل الحنين فأخذ قلبي رهينة معه و لم يعتقه ابداً غادر يا امي بعدما اغتصب مشاعري العذراء التي سقيتها بماء طهارتك و عفتك و طيبتك و تركها حاملة بحبه في أحشائها الذي ظل يكبر يوماً بعد يوم حتى خرج إلى العالم هذا العالم الذي لا يعترف به و يراه أنه خطيئة عظمى دفنت كل هذا داخلي وكنت أرسم أبتسامة مزيفة دائما عندما أكون في حضرة جنابك أيتها الموقرة مع أنني أعلم أنك لم تكوني راضية بهذه الإبتسامة فقد كان إحساسك أقوى ،لأنه كان يكذب إبتسامتي و يخبرك انني لست بخير ،أجل فإحساس الأم صادق دائما ،نعم أنا لست على ما يرام ، نعم أنا متعبة جدا ،لست قادرة على حمل هذا العشق أكثر في قلبي ، فقد أثقل كاهلي ،و كل ما احتاجه الآن سوى الإرتماء في حجرك ، و أن تفركي شعري البني بيداك الناعمة الملمس تارة ،و تكفكفي عن دموعي المتبقية ،التي إستهلكها البعد و الفراق تارة أخرى ،أنا بحاجة ماسة إلى النوم على ذلك المهد الذي نسجته لي ، من حبك ، و عطفك، و لبنك ، و أن تنعشي روحي المشتة ،برذاذ ترنيمتك المقدسة ،ترنيمتك التي كانت و ما زالت خالدة في ذهني ،ترنيمة ولادة طائر الرخ ، فأنا بحاجة إليها.
#مريم_حمادوش
#مدونة_كتابات
#نبض_الكتابة_والمواهب_الهادفة
تعليقات
إرسال تعليق