حياة الريف
ها أنا ذا بين ضيق المواصلات، وصخب الحياة وإزعاجاها هايماً في وجوه الناس؛ أبحث عن الحياة في وجوه المارة في قلب العاصمة الخرطوم؛ لعلي أجد في ملامحهم من يناقض فكرتي للعيش وحياة المدن بأن ألمح فيهم ذرة حب لهذه الحياة، التي تعتريها السرعة في تفاصيل أحداثها وحتي الزمن يبدو هنا كرهها وكره الوقوف عندها فأسرع.
بعد فترة غياب طال مداها ستة أشهر عن قريتي الجميلة (الولي) في أحدى ربوع الجزيرة الخضراء الهادية التي تتلحف السلام والسكينة كساء.
طيلة المشوار الذي أبتدء من ميناء الخرطوم البري وأنا أجمع في مشاعري مستحضراً بالذكريات الجميله بالقرب مني؛ فلحظات الحنين، فأزداد شوقاً على شوقي، أبحث عن شوارع القرية في مخيلتي لأرسمها زهنياً؛ فالسلام الذي يعم جدار الروح المظلمة، ضجيج الأطفال عند ساعات المغيب أشبه بسيمفونية عزفتها الحياة إلى الاطفال يتراقصون على أيقاعها، إنغمس أكثر فتستهويني تلك الذكريات التي تتسم بلم الشمل و(الونسات) مصحوبة بدفئ الأهل و حنانهم بما يشكل لوحة جميلة كان للقهوة والبن فضل تكوينها.
دقة الساعة الثالثة والنصف من عمر الرحلة مؤذنة بتبقي نصف ساعه إلى الوصول؛ فحتي إذا لم أنتبه إلى الزمن كنت سأعرفها من عبق نسيم الحقول على جانبي الطريق، تبادل النسمات الخارجة من الحقول مابين دافئة وباردة، من بين إحساسي بصوت خفقات القلب التي أزداد فجاة ريثمها.
توقفت الحافلة أمام تلك اللافتة الكبري على مدخل القرية - التي قد قالها شيخ القرية الكبير المشهور لدي المشاييخ الصوفيه، مادح الرسول صلى الله عليه وسلم شيخ ود سعد -"إكرم ياولي سكان الولي“
تبددت غياهب الظلمات بداخلي بمجرد تمعني لها،
نفحات من الحب المنثورة في الأرجاء هدوءها مقارنة بضجيج المدن الباعث للسلبيات والتشاؤم، روح الناس الحيوية التي تنم عن جمال حياة مقارنة بوجوه المدن العابسة الكالمة المهمومة،
صوت العصافير والخضرة المنتشرة في جميع أرجاءها، شباب القرية في ساحات ميدان القرية الذين لطالما أفتقدت وجودي بينهم.
فالحياة فينا نوعان الحياة المادية التي نبحث عنها في المدن ونوعي بها في الجامعات وحياة الريف تلك التي نلجأ لها عند ماتعصف بنا الأولي بالهموم وبالكروبات وضيق النفس لنستشعر من جديد الحياة فينا فنشحن بها طاقتنا حتي ولو من رؤية صورة لها.
#حمد_محمد_أحمد
#مدونة_كتابات
#نبض_الكتابة_والمواهب_الهادفة
كفيت او وفيت والله
ردحذفمشكور جدا 💞
ردحذف