أحببتها فتزوجت 2
لسكرتي
-سلامُ اللهِ عليكِ ؟
=وعليكَ الحبَّ ورحمةَ القلوبِ تغشاكَ.
-كيفَ حالُ عشيقكِ الثاني ؟
=القلبُ ينطِقُ بالحبِّ مرةً واحدةً.
-وحالُ السيدِ قلب ؟
=جفّ وزبُلَ وحلّ به البلاءُ.
-والنبضُ ؟
=توقفتْ عقاربهُ عن الدورانِ ، وأصبحَ كساعةِ عجوزٍ مهجورةٍ.
-وأختكِ المريضةُ أهيَ بخيرٍ ؟
=منذُ ذهابكَ وأنا كالحجرِ لا أعي ولا أفهمُ ولا أرى حتى.
-هل تعاني من ذاتِ قديمها ؟
=مرضُ جسدِها سيشفى، فما بالُ داءُ قلبي؟
-وأنا ؟
=أنتَ هنا دوماً،لم تهجرْ روحكَ مسكنُها،بين وتينِي وتاجِي ،تعشعشُ عقلِي،ويأبى الفكاكَ عنِ التفكيرِ بكَ.
-وتلكَ المساحةُ ماذا حلَّ بها ؟
=أصبحتْ دماراً خراباً،وقصورُ العشقِ استحالتْ تراباً.
-وشعركِ المجعدُ أصابهُ الجفافُ أليسَ كذلكَ؟
=تساقطتْ خُصْلاتِي بعد آخرِ لفةٍ لففتها إياها،بعدَها عجزتْ يدايَ حتى عن فكِها .
-وعينيكِ العسليتين وتلكَ اللمعةُ ؟
=لُعِقَ بعدُك كلُّ العسلِ الذي عليهما ،وأطفأ الفراقُ ببرودتِهِ ضيائَهما.
-وحالُ أنترتاكيا ؟
=تتمغى ليلاً نهاراً عند مدخلِ المنزلِ، متأملة عودتكَ بكيسِ حلوياتها التي تحبها، وتدحرجُ كرة صوفها يمنةً ويسرةً، على اعتقادِ أنكَ ستأتي لتغزل لها وسادتَها، يعنى أنها متعلقة مثلي بحبلِ هوى سيهوي بها إلى هاويةِ الخذلانِ.
-والرسالةُ الأخيرةُ هي بحوزتكِ بالتأكيدِ؟
=تبللتْ بماءِ عينيَ ،وأصفرتْ بملحِ مدامعِي،لكن هيهاتَ أنْ أضيعها.
-هل جفّ حبرُ القلمِ ؟
=الحبرُ لم يجفَ، لطالما كان أنيسي في الحالكاتِ، كتبَ رسائلاً لو وصلتكَ، لما حدثتني ثانيةً.
-الخاتمُ وساعةُ اليدِ ماذا حلَّ بهما ؟
=الخاتمُ لم تعدْ رائحتُكَ تقطنهُ؛ فأستبدلتهُ بمنديلٍ، وأما ساعةُ اليدِ فتعطلتْ دقاتُها مع قلبِي؛ فركنتُها في المستودعِ داخلَ صُندوقِ جدتِي القديمِ.
-وأخأكِ أمازالَ يزعجكِ ؟
=وما فائدةُ أخباركَ بإزعاجِه أو عدمهِ؟
لمْ أعدْ أُبالي!
كنت أشكو لكَ إزعاجهُ، لتخبرني كلّ مرةٍ "سآتي وآخذكِ يا صغيرتي"، لكن الآن ماالجدوى من الشكوى سوى الذكرى وحسب.
-أمكِ ما حالُها بعدَ أنْ عرفتْ بزواجِ أبيكِ ؟
=ليتني كأمي، أفهمُ طبائعَ الرجالِ، واستوعبُ أنهمْ قد يرحلونَ وهمْ على قيدِ الحياةِ، وقد يغدرونَ على حافةِ الوعدِ، فلا أقفُ في المنعطفِ، بل أتبخترُ في منتصفِ الشارعِ.
-الأوراقُ، الأقلامُ، دفاترِي، الرسائلُ النصيةِ
وهديتِي، علبةُ الشوكولاتةِ الفارغةِ، وكيسُ المناديلِ، المعطفُ الشتويُ، صندوقُ النقودِ ، أكمامُ قميصيَ الأصفرِ ، محفظتِي، أرجو أنْ تكونَ تلكُ الأشياء ُ
كما أهديتكِ إياها ؟
=أما عنِ "الأقلام والدفاتر والرسائل"، فقدْ دثرتْها سمومُ عواصفِي، "وعلبةُ الشوكلاتةِ" رتبتُ عليها رسائلُ بوحيَ المرةِ، "علبة المنديل" كلها لم تكفي لتجفيفِ قطرةٍ واحدةٍ من دموعِي، "المعطف الشتوي"لطالما كان يطاردُنِي طيفكَ فيه؛ فأهديتُه لطفلٍ على الرصيفِ، "صندوق النقود" إنكسرَ وتشققَ كما حالُ قلبِي لكنه بخيرٍ، "أكمامُ قميصكَ الأصفرِ" رسمتُ عليها أمنياتِي وعلقتُها على شجرةِ الأحلامِ أمامَ بحر الهوى، "ومحفظتك وصورك وكل ما يخصك فيها"نثرتَهم على الحاويةِ، فأطمئن!
حالُهم كقلبي لا يسُرُ ولا يغوي.
وأخيراً
-أتحبيني كما أحببتكِ؟
=لا، بل أكرهكَ، وأكرهُ ذاتِي؛ لأني أحببتكَ.
# مهند _ أبوكندي
# أروي _ معتصم
تعليقات
إرسال تعليق