القائمة الرئيسية

الصفحات

Getlike

نوري خلف شاشة /محمد بن عمر |مدونة كتابات

نوري خلف شاشة 


الهاتف على يدي، الإضاءة باتت مُعتمة في الغرفة، ولكن صورتُكِ على الهاتف كانت تُضئ المكان من حولي، أتمعن في تفاصيلك الجميلة، أقف حائراً عند تلك المنطقة في وجهك هي الأكثر دفئاً، منطقة حتى وأنتِ في صورة لا يزال دفئها يعمل، هي نظراتك تشِع جمالاً. 
أُزيح النظر والتعجب يغزو مشاعري، لأقف عند تلك البُقعة البيضاء، بياضاً يتوهج لمعاً، بياضاً في لوحة فنية مرسومة بعناية مع ذاك اللون الوردي على شِفاكِّ، وهي إبتسامتك التي أكثر تعبيراً في وجهك قوة، تجعلني في عُمق الدهشة، تُسر عيني لجمال المنظر

تييت، تيييت، تيتيتتت،
أضاء الهاتف برسالة من صاحبة الصورة، صاحبة التفاصيل اللطيفة.
أرسلت كيف حالك؟ 
والشوق يتملك أصابعي ليكتب لها تلك الحروف بكل حب و ودّ، رددت لها:
حالي بكل خير وأنتِ بجواري، يا من تُجملين سوء أحوالي، حالي بوجودك يكُن أفضل حالاً يا حلائي، حالي بعد نظرة على حروفك الجميلة حلائاً حلواً يا حلائي 
وأضفت لها كيف حال قلبك؟ 
جاري الكتابة... 
أتلهف بشوق أنتظهرها وهي تُرتب تلك الحروف الجميلة، تلك الحروف التي تبعث السعادة لقلبي 
ردّت: أنا بخير بوجودك في حياتي، برغم المسافة بيننا فما زالا القلب ينبض بقُربك. 
سرحت لوهلة :
ما بال قلبي أصبح ينبض هكذا بعد رؤية هذه الأسطر، أسطر تُسيطر على قلبي، فلك كل الحنين،
كيف لأسطر من خلف شاشة لها أن تفعل كل هذا الشعور بالفرح، كيف يكون حال شعوري عند رؤيتك واقعياً أمامي، أمام عيني أنظر إليك بكل دهشة، أراقب تلك الحركة التي تفعلينها عندما تتحدثين، حركة يديك التي تلوحين بها وأنتِ تتحدثين كأنك تأكلي الفراولة، كنت أُبدي كل تركيزي أثناء كلامك حتى لا تفوتني مُشاهدة هذه الحركة العفوية النابعة منها بكل لطف، 
كانت تصُب على دفئً كغيمة تروي عطشاً. 

أضاء الهاتف مرة أخرى وقد أضاء إنطفائي كبستان كساه البساط الأخضر حُلةً
قالت أين ذهبت :
قُلت لها كُنت أغوص في كل تفصيلة جميلة منك، في كل لحظة لطيفة تُظهريها، في كل حركة مُدهشة تأتين بها في، كُنت أتشخص جمال شخصي اللطيف، 
قالت: أنا ذاهبة يا قلبي فقد نادت على أمي. 
قلت : إذاً سأكون عند صورتك ذات النظر الدائم لي، أحسد أمك لأنك دائماً عند مرئاها، أحسد كل من يسلك طريقاً يمر بمنزلك، أحسد كل أُذن تسمع لروعة صوتك، وعذوبة حديثك. 
 فلا حُزن عند وجودك، فتلك المسافة قد قربتها هذه الشاشة التي تحوي حروفك المُعطرة، وصورتك المُقربة لقلبي، فأصبحت أقدس هذه الشاشة التى من خلالها تمنحيني الطمأنينة والحب الدائم لي. 
فالنلتقي في مُحادثة أُخرى :أُحدثك فيها عن تفاصيل يومي وأشكو إليك حُزني. 
فالتُضيئي عتمتي مرةً أُخرى يا ضيائي. 


محمد بن عمر

 

author-img
خدمة نشر الكترونية

تعليقات

Getlike