جنون 0
غرفة مظلمة شديدة السواد، لا هواء بها ولا ماء لا تجد أشعة الشمس منفذاً للدخول، الجو في غاية السخونة كما لو أنني أجلس في فرن، لا أدري لماذا أجلس هنا لكن يعجبني المكان، فهو يمثل ذلك الفراغ داخلي، أجلس وسط كل هذا الظلام محاولاً إدخال خيط داخل إبرة كي أخيط تلك الثقوب داخلي، أفشل في إيجاد الخيط حتى، فأبدأ بالسخط وجلد نفسي مراراً وتكراراً، أضع نفسي في المكان غير الصحيح محاولاً فعل الصواب، كيف يعقل أن أكون بهذا الغباء، فكل هذا لن يشفي جراحي لن يطفئ النار داخلي، كل ما أفعله هو الإقتراب من النهاية شيئاً فشيئاً.
أتذكر ذلك اليوم حين كنت أظن أن المدرسة هي أسوأ مكان على وجه الأرض، لكنني كبرت وعرفت أنه لا يوجد مكان أسوأ من تلك الزنزانة شمال صدري، عندها تنتهي كل الأحلام والإنجازات، تتدمر كل مشاعر السعادة فلا يبقى سوا الحزن، ذلك الشيء الذي يخفق يزعجني جداً أتمنى إقتلاعه من مكانه ورميه بعيداً في مكان لا أقدر على الوصول إليه، حتى أرتاح من كل هذا العذاب.
كنت قد أشعلت شمعة قربي ذات يوم، إنفجر ضوئها في أنحاء غرفتي خالقاً لوحة غاية في الجمال، فبدأت بكتابة "رسائل إلى جوليت" لم تكن لدي جوليت ولم أكن روميو حتى، لكنني أحببت أن أعيش تلك اللحظات لكنها لم تكن تناسبني، أصبحت حالتي أسوأ من ذي قبل حين قابلت مجموعة من الحسناوات، حاولت إستقطابهن بطريقة مختلفة فكتبتُ " أُحب مُديرتي" لم تُجدي نفعاً هي الأخرى فلجأت إلى " كُنتُ أُحبها" ولكن لم يقرأها أي أحد بعد، وجدت نفسي أُجرب طريقة أخرى عليّ أنجح هذه المرة عندها ولِدت "لحظات في الذاكرة" لكنها لم تنجح أيضاً.
الآن تغير كل شيء، قبل أن تنطفئ الشمعة بدأت في كتابة "جنون" ليس محاولة في الغزل بل محاولة في إغتيال السعادة داخلكم، سلسلة من الهجمات على قلوبكم عليّ أن أنجح في شيءٍ ما.
#عثمان_ناصر
![]() |
الكاتب | عثمان ناصر |
💜💜💜❤️
ردحذفجميل
ردحذف