#غُبن_شعب
هي الوقود الذي يُضرم النار في جوف كل ثائر، أشهد على كل تلك المواكب والمذكرات التي تم تسليمها، وصدى الهتافات الذي يتردد في الشوارع التي لا تخون، وكذب الساسة والعسكر والظَلَمة المتمردين مُحاربو السلام والطمأنينة.
إنها الثورة تتسلل لقلوب أولئك الذين سيطر على حكوماتهم الجشع، فتجدها في السودان وما قُدّم من بسالة في ثورة ديسمبر المجيدة، وما قوبل بالتخاذل من قِبَلِ المجلس الدموي الذي لا يعِي شيئًا سوى الحرب والقتل ونزع الأمان، أخاف أن أجرح كلمة بشر إذا وصفتهم بها لدينا في هذه البلاد سقم أشد إنتشارًا من فيروس كورونا، ألا وهو "مرض السُلطة" حمانا الله وإياكم فيعلم الجميع ما إن يستلم شخص ما منصب فيتجرد من الإنسانية ويتستّر على أبشع الجرائم، يُشارك في قهر الشعب وتعذيب الأمهات بقتل أولادهن وإخفاء الشباب في ظروف غامضة ثم حرمان أهاليهم حتى من جثثهم ومراسم دفنهم، هنا تجد الكذب والنفاق والجشع والظلم في محاربة الطيبة والصبر الذي يفوق حدود الخيال والسلمية والدموع الصادقة على أحباء تم فُقدانهم، من الثورة التي استمرت من التاسع عشر من ديسمبر في العام ثمانية عشر وألفان إلى يومنا هذا، تلك التي مرّت بتساقط الكثير من الشهداء وتدمير جمهورية القيادة العامة بفض الإعتصام إلى المواكب السلمية ومجزرة التاسع والعشرون من رمضان هذا العام وتم تخليد ذكرى فض الإعتصام بإرتقاء المزيد من الشهداء.
هنا في السودان على ذلك الشارع العام يقف من البعيد ثائر، صوّب أحدهم بعد أن نُزعت الرحمة من قلبه نحو من يحمي ثورته بعناية فأصابت الرصاصة قلبه، وهبَّت أسرابٌ من الحمام مسرعة إليه حتى لن تكاد ترى منه شيئًا ثم تلاشت واختفت أسراب الحمام حاملة إياه نحو البعيد مُعلنة عن شهيد حيٌ لا يموت..
اللعنة على كل من حارب شعبًا يُطالب بحقوقه، اللعنة على الساسة العُهر والعسكر ومن سار على نهجهم..
#آية_عبده..
#هترشات_ديسمبرية...
![]() |
الكاتبة | آية عبده |
تعليقات
إرسال تعليق