الكاتب:معتز عبد الكريم عثمان يكتب عن كارثة جديدة تحل على المواطن....

 إلغاء الدولار الجمركي

 كارثة جديدة على رأس المواطن !

قامت الحكومة اليوم ومواصلة لسياسات التحرير الاقتصادي الكامل وتطبيق روشتات صندوق النقد الدولي بالغاء التعامل في الجمارك بما يعرف بالدولار الجمركي وهو حساب خاص من الدولة لسعر الدولار في التعامل مع البضائع والسلع المستوردة بسعر أقل من السوق تشجيعا لبعض السلع المستوردة التي يشكل بعضها عنصرا أساسيا لحياة المواطنين مثل اللبن المجفف والبان الرضع والسكر والزيوت وغيرها.
القرار ظاهرة الرحمة وباطنة العذاب !
القرار ظاهرة التخلص من تركة من تركات النظام السابق في صورة التسويق السياسي !! ولكن باطنه يقول : 
هل إذا تم إلغاء الدولار الجمركي يعني هذا الغاء احتساب الجمارك وفق سعر الدولار للسلع المستوردة ؟!!
الإجابة لا طبعا !
ما حدث أن الحكومة صحيح الغت فكرة الدولار الجمركي وحتى هنا سيفرح من لا يفهم ماذا حدث!
ما حدث أن جمارك السلع المستوردة من اليوم سوف تكون بسعر الدولار في السوق !..
يعني اليوم مثلا سعر الدولار في البنك المركزي 437 مثلا ...فكل ألف دولار سوف يكون مقابلها مبلغ 437 ألف جنيه سوداني ( 437 مليون بالقديم )!..هذا تم اعتماد سعر البنك ..!
ولك ان تتخيل ماذا سيحدث لأسعار المواد الغذائية الأساسية التي نعتمد عليها ..فكيس لبن البودرة اتنين كيلو ونص الذي هربنا له مثلا كبديل للحليب وصل قبل هذا القرار مبلغ 5000 جنيه سوداني ! ولك ان تتخيل كم سيصبح سعره !..
أما لبن الرضع والزيوت والسكر المستورد الذي يغطي فجوة المحلي وغيرها سوف يكون من المستحيل شرائها ! وهذا مهدد حقيقي لحياة الناس أو ما تبقى منها بالأصح !..
الحكومة قالت أنها سوف تلغي قيمة الرسم المضاف وضريبة أرباح الأعمال وقطعت بعدم تأثر السلع المستوردة الأساسية بهذا القرار ولكن الواقع أن هذه الرسوم وضريبة الأرباح أقل من ما يعادل سعر الالف دولار هذه كمثال ولو افترضنا ذلك فالتاجر سوف يضع اي زيادة في إحتساب سعر الدولار على رؤوسنا !..وسوف يكسب هو من الالغاء لأي رسوم ولكن لن يعفيني انا كمواطن من احتساب سعر الدولار بسعر البنك أو السوق لأنه سيخسر !..وفعليا توقف كثير من التجار عن البيع منذ الأمس لأي سلعة مستوردة !..
كان الصحيح تخصيص هذا القرار للسلع التفاخرية او الكمالية المستوردة للجم هذا السوق غير الاساسي وليس تعميم القرار ولكن !..
لا اعرف ماذا تفعل الحكومات عندما تصل السلطة ..لكن واضح جدا ..أنهم يعرفون كل شيء !
ولا يشعرون بأي شيء !
أنهم يطلقون الرصاص على أقدامهم !..

الكاتب| معتز عبد الكريم عثمان