مَحْكَمَة
حَكَمَ قَاضِي الحَياة بالحُزنِ عاماً كاملاً، مع نوْباتِ البُكاء والأرق حتى الهَالات، رُفعت الجَلسة.
لمْ أكتَرث لما سمعته عام آخر كسابِقه، أشهدُ تلاشيَ نضارةِ وجْهي، واخْتفاءُ بريقِ عَيْناي، أعيشُ تحتَ رَحمةِ المُخدر، وزجاجةِ المشروبْ، حَبيسُ أوهام سوداء تعبث ُبعقلي، سيغشاك انبهارٌ اذا مررت بجانبي كيف أعيش بدون روح!
فَسدَ القلبُ، وتمازجت الأحاسيس، وتطول المدة.
يروعني تكدس زملاء الزنزانة على سجادة بنية طُبعتْ فيها بُقعة سوداء من أثر السجود، زاحمتُ ودعوت، وأول كلمة نطقت بها كانت "غرام"، وكأنها لمن تكن في يومٍ هي خطيئتي التي أزجّت بي في هذا الفراغ، أعلم السيناريو جيداً وأحفظه عن ظهر قلب :
نظرةٌ، فإعجابٌ، فلقاءٌ، فقصةُ، عشقٍ، فشوقٌ، فلَوْمٌ، فعِتاب، ففِرَاق، فجلسةُ حكم.
رأيتها من نافذةِ السجن، حسناءَ كساها البدرُ ضياءً، وأهداها الظبي قواماً، وسرقت من الكناري عذوبةَ صوت.
انتهت فترة الحكم.
يخرجُ إلى الحياةِ مع التّحفظِ على قلبهِ في مكانٍ آمن، تنهدتُ تنهيدةً طويلة ولملمت شتاتي، استراحةُ محاربٍ حتى العودةِ إلى القفصِ مرة أخرى.
#محمدالفاتح_أحمد_مضوي
![]() |
الكاتب|محمد الفاتح أحمد مضوي |
تعليقات
إرسال تعليق