قلْبٌ يَصْرُخُ وَآخَرُ أَخْرَسَ / شيماء النذير

 قلْبٌ يَصْرُخُ وَآخَرُ أَخْرَسَ

تُوَجِّهْ عَيْنَاكَ نَحْوِي وَكَأَنَّكَ تُحَاوِلُ أَنْ تَغْرِسَ زَرْعًا دَاخِلَ عَيْنِي، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُمَا قَاحِلَتَانْ، لَا تُنْبِتَا لَكَ زَرْعًا.
 تَتَحَسَّس يَدُكَ يَدِي، كَتَحَسُّسِ بَائِعَةِ اَلْوَرْدِ لِزَهْرِيَّاتِهَا الَّتِي تُغْدِقُهَا حُبًّا.
 تَتَفَرْهَدَ بِهِ أَوْرَاقُهَا، لِتَلْسَعك بُرُودَةُ يَدِي كَمَنْ لَسَعَتْهُ شَوْكَةُ صَبَّارٍ.
 وَمِنْ ثُمّ تَتَزَايَدُ ضَرَبَاتُ قَلْبِكَ عِنْدَ لِقَاءَنَا كَتَزَايُدِ ضَرَبَاتِ الْأَفَارِقَةِ عَلَى طُبُولِهِمْ، لِتَخْرُجَ مِنْهَا أَصْوَاتُ إِيقَاعَاتِهَا اَلطَّرِبَة.
 تَنْتَشِي لِسَمَاعِهَا أَرْوَاحَهُمْ، وَمَا قَلْبِي مِنْ ذَلِكَ إِلَّا طَبْلَةُ تزايد عَلَيْهَا الضَّرْبُ حَتَّى خَرقها خَرْقًا أَخْرَسَ إِيقَاعَهَا!.
 أَعْلَمُ بِكُلِّ صَرْخَة أَلَمٍ يَصْرَعهَا قَلْبُكَ، وَأَنْتَ تُحَاوِلُ نَزْعِي مِنْهُ، وَأَعْلَمُ بِكُلِّ صَرْخَةٍ أَلَمٍ تَصْرَعهَا رُوحُكَ عِنْدَمَا تُصَادِمُهَا بُرُودَةُ رُوحِي، وَأَعْلَمُ بِكُلِّ صَرْخَةٍ يَصْرَعهَا عَقْلُكَ يَتَرَجَّاكَ فِيهَا أَنْ تَتَوَقَّفَ.

 فَالتَّعَلُّمُ أَنِّي أُحِبُّكَ لَكِنْ بِطَرِيقَةٍ مُخْتَلِفَةٍ! فَقَلْبِي يَحْمِلُ لَكَ شَيْءٌ مِنْ حُبّ الْعَاشِقِينَ، وَمِنْ وَفَاءِ الْأَصْدِقَاءِ، وَسَنَدِ الْأُخُوَّةِ لَكِنَّ دَائِمًا لَيْسَ لَنَا عَلَى الْقَلْبِ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ هُنَاكَ بِحَاكِمٍ أَكْبَرُ مِنْ النَّصِيبِ.

#شيماء_النزير
#أقلام_كيان
#مدونة_كتابات

الكاتبة / شيماء النذير