القائمة الرئيسية

الصفحات

Getlike

السيرة النبوية نزول الوحي للمرة الثانية /بقلم أحمد الرفاعي / مدونة كتابات

 #السيرة_النبوية
#نزول_الوحي_للمرة_الثانية


كان "سيدنا محمد" صلى الله عليه وسلم، يذهب لعدة أيام إلى غار حراء منتظراً نزول "سيدنا جبريل" وفي كل مرة ينقطع الوحي أستمر الأمر أيامًا، إلى ان ذهب في يوم إلى الغار وقضى به شهر كامل.


فأكرمه الله بنزول الوحي، سمع "سيدنا محمد" صوتٍ، فنظر عن يمينه فلم يرى شيئاً ونظر عن شماله فلم يرى شيئاً، فرفع رأسه عالياً قرأى "سيدنا جبريل"، فقد رأى "سيدنا جبريل" جالساً على مقعدد بين السماء والأرض.


جثى "سيدنا محمد" منه رعباً حتى هوى على الأرض، فهرول مسرعاً إلى "السيدة خديجة" واخذ يطرق على الباب، ففتحت له وقد علمت من مظهره انه قد نزل عليه الوحي للمرة الثانية، دخل "سيدنا محمد".


فقال لها :

غطوني .. غطوني، دثروني وصبوا علي ماء بارداً.


فنزل على "سيدنا محمد" {‏يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ‏}‏ ‏ سورة المدثر الأية 1:5.


وذلك قبل ان تفرض الصلاة، وهذه الآيات هي مبدأ رسالته صلى الله عليه وسلم وتشتمل على نوعين من التكليف مع بيان ما يترتب عليه‏.


النوع الأول‏:‏ تكليفه صلى الله عليه وسلم، بالبلاغ والتحذير، وذلك في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏قُمْ فَأَنذِرْ} فإن معناه‏: حذر الناس من عذاب الله، إن لم يرجعوا عما هم فيه من الضلال وعبادة غير الله المتعال، والإشراك به في الذات والصفات والحقوق والأفعال‏.‏


النوع الثاني‏:‏ تكليفه صلى الله عليه وسلم، بتطبيق أوامر الله سبحانه وتعالى على ذاته، والالتزام بها في نفسه، ليحرز بذلك مرضاة الله، ويصير أسوة حسنة لمن آمن بالله وذلك في بقية الآيات‏.


‏ فقوله‏:‏ ‏{‏وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ‏} معناه‏ خصه بالتعظيم، ولا تشرك به في ذلك أحدًا‏.


‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ‏}‏ المقصود الظاهر منه‏ تطهير الثياب والجسد، إذ ليس لمن يكبر الله ويقف بين يديه أن يكون نجسًا مستقذرًا‏.‏


وإذا كان هذا التطهر مطلوبًا فإن التطهر من أدران الشرك وأرجاس الأعمال والأخـلاق أولى بالطلب.


وقوله‏:‏ ‏{‏وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ‏}‏ معناه‏ ابتعد عن أسباب سخط الله وعذابه، وذلك بالتزام طاعته وترك معصيته‏.‏


وقوله‏:‏ ‏{‏وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ‏}‏ أي‏:‏ لا تحسن إحسانًا تريد أجره من الناس أو تريد له جزاء أفضل في هذه الدنيا‏.‏


أما الآية الأخيرة ففيها تنبيه على ما يلحقه من أذى قومه حين يفارقهم في الدين ويقوم بدعوتهم إلى الله وحده، وبتحذيرهم من عذابه وبطشه.


فقال‏:‏ ‏{‏وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ‏}‏.


ثم إن مطلع الآيات تضمنت بانتداب النبي صلى الله عليه وسلم، لهذا الأمر الجلل، وانتزاعه من النوم والتدثر والدفء إلى الجهاد والكفاح والمشقة‏.


‏{‏يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ‏}‏ كأنه قيل‌‏ إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحًا، أما أنت الذي تحمل هذا العبء الكبير فما لك والنوم‏؟‏ وما لك والراحة‏؟‏ وما لك والفراش الدافئ‏؟‏ والعيش الهادئ‏ والمتاع المريح‏.


‏قم للأمر العظيم الذي ينتظرك، والعبء الثقيل المهيأ لك، قم للجهد والنصب، والكد والتعب، قم فقد مضى وقت النوم والراحة، وما عاد منذ اليوم إلا السهر المتواصل، والجهاد الطويل الشاق، قم فتهيأ لهذا الأمر واستعد‏.‏


وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فظل قائمًا بعدها أكثر من عشرين عامًا، لم يسترح ولم يسكن، ولم يعـش لنفسه ولا لأهله‏، قام وظل قائمًا على دعوة الله، يحمل على عاتقه العبء الثقيل الباهظ ولا ينوء به، عبء الأمانة الكبرى في هذه الأرض.


عبء البشرية كلها، عبء العقيدة كلها، وعبء الكفاح والجهاد في ميادين شتى، عاش في المعركة الدائبة المستمرة أكثر من عشرين عامًا، لا يلهيه شأن عن شأن في خلال هذا الأمد منذ أن سمع النداء الجليل.


الأثنين القادم بداية الدعوة إلى الإسلام.


#الخلافة_الإسلامية

#احمد_الرفاعي


الكاتب/أحمد الرفاعي 


تعليقات

Getlike