القائمة الرئيسية

الصفحات

Getlike
ذات ليلة من ليالي ديسمبر الشتوية ،مرت سحابة المساء مثقلة بغيوم حزنه ،صمت يلف المكان ،صخب حبه في عينيه،وضجيج قلبه لا يمكن تجاهله . ليلة عارية من الطمأنينة ،قلبه يصرخ "الحب نعمة،وذكرياته نقمة"،ذكريات حواء حبه تحاصره،دفتره،وروحها المسكوبة فيه حبراً. فجأة! كسر صوت نغمات مبعثرة مرتبة كأنها رسالة الأمان لروحه ذلك الصمت المخيف ،بدأ خوفه يخفت رويداً رويداً وما بقي منه إلا من دبيب خافت في جوفه. طفل هو يطلب الطمأنينة ،معزوفة برائحة شهية ،مربكة كالحياة،هادئة كالنهر ،ساقته حاسة شم قلبه إليها ،تترنح خطاه على لحنها،قلبه ينبض على وزنها،وبقايا طعم خمر ألمه يلسع لسانه. على شرفة منزل صغير ،تقف تلك الفتاة صاحبة الأنامل الآمنة ،تحضن كمانها ،عيناها تضيء عتمة الليل ،تنساب معزوفتها من بين طيات قلبها ،تبث الحياة على قلبه .. يقف عند شباكها ،شردت كلماته منه كسرب قمري أهاجه صائد،سألها بتردد: -مامعنى معزوفتك؟! لم تخافه قط،رأت في عينيه مالم يقله ،ردت بلطف كرقة عزفها: -البشر ي عزيزي في بلدتنا هذه يشترون الحب،يهلكون العاشق،يسرقون مالا يحق لهم ،وأنا أجلس هنا أشحذ الحب وأنشره بعد جمعه . حسناً،ما بال عاشق حُبِست عنه حبيبته ،وكُفِّنَ حبه ،ونعى الهجر لقياهما؟ سرحت بفكرها بعيداً،من الكافر الذي زعم أن الحبيبة تموت. -معزوفتك يا رقيقة الحس ،روح سرت في جسدي،وحلم رأيت فيه حبيبتي ،كالعادة هي!ريانة تعاند أيام بؤسها،ترقص على معزوفة الحياة . منها تعلمت ،أن ذكرياتنا هي الواقع ،والوهم حقاً هو ما حدث لنا.

تعليقات

Getlike