#مدينة_الياسمين
الكاتبة السودانية آية عبدة تكتب :مدينة الياسمين
في إحدى رحلاتي السياحيّة كانت وجهتي إلى مدينة الياسمين، بدأت جولتي وطلبتُ سيارة أُجرة فأخبرني السائق عن الأسواق والحدائق، حتى المسجد الأموي الذي يُعد من أهم المساجد في تلك المدينة لجودة عمارته، وأيضًا المقامات التي أهمها مقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- الذي يقصده كثير من الزوار، كما أنه حدّثني عن المتاحف والجامعة العالمية العريقة التي بها عدة تخصصات، تحدّثنا عن الصناعات المُهمة وعن مطاحن الحبوب حتى أنهم من أهم من يُصدّر القمح في العالم، وبالصدفة مررنا بإحدى المطاعم في واحد من الأحياء العريقة فترجلتُ من السيارة وذهبت لشراء بعض الطعام، كان الشيف يُحَضِّر رغيف الخبز بنفسه في الهواء الطلق وأظنه كان سببًا كافيًا ليجذب كلّ من يأتي مارًا، كان الطعام لذيذًا وأحببته كثيرًا حتى أنهم ضيّفوني بالحلوى فأعدّوا لي قطعة بسبوسة ساخنة محشوة بالقشطة، ثم عدت لأُكمل جولتي بالسيارة وذهبنا لشارع يُسمى ب(الشارع المستقيم) حتى الشوارع تحكي قصصًا من التاريخ، بعدها إنتهت جولتي بإحدى الحدائق المعروفة وهي :( حديقة تشرين) وعُدت بعد نهاية اليوم لأُكمل جولتي السياحية في اليوم التالي، أذكر أني استيقظت في الصباح الباكر وذهبت نحو الشرفة وفي يدي كوب قهوة كان منظر الساحة في غاية الروعة، الباعة المتجولين ومعهم ورود تخطف قلبك وعقلك بجمال ترتيبها وإبتسامات كل المارة حتى ذلك الطفل عندما ركض ووقع على الأرض رغم ألمه الذي بدا واضحًا على ملامحه لم يصرخ، بل ساعده إحدى بائعي الورد لينهض وأعطاه وردة هدية و تبدّلت ملامحه على عجل بضحكة جميلة، بعدها خرجت لأجول في الشوارع قليلًا أخذتني قدماي إلى متجر عطور آسرتني رائحة الياسمين حينها، فذهبت لأسأل عن إحدى تركيبات العطور.
وقيل لي أن مقدمة العطر زهر البرتقال والياسمين الدمشقي ومسك الروم، أما وسطه توت عرعر وخشب الصندل وبرغموت زهر السوسن أما قاعدة العطر كان الفلفل الوردي باتشولي والعنبر مع الفانيلا، فهو عطر يأخذك حيث تفاصيل زخرفة قلعة دمشق التاريخية، حتى أنهم حدثوني بزيت الورد الدمشقي الذي هو من أميز العطور في العالم، حينها فقط تذكرت نزار قباني حين قال واصفًا منزله الدمشقي : "هل تعرفون معنى أن يسكُن الإنسان في قارورة عطر؟! "..
#آية_عبده.
#مدونة_كتابات
#نبض_والمواهب_الهادفة
#هترشات_ديسمبرية..
 |
| الكاتبة /آية عبده |
تعليقات
إرسال تعليق