القائمة الرئيسية

الصفحات

Getlike

قصة قصيرة "ما خفي أثمن"

 

الكاتب عبد الرازق مرابط

"ما خفي أثمن"

قصة قصيرة

 ومن لا يعرف عدنان، شاب يافع قوي الجثة، شديد سواد الشعر، ابن رجل اعمال مشهور، يعرف بغناه وسوء خلقه، لا يفارق الفتيات، انه استغلالي، يسطحب واحدة في الصباح وأخرى في المساء، اخته "هدى" لا ترتدي الحجاب لكنها ليست كبعض الكاسيات العاريات، كلاهما يدرسان في مدرسة جامعية خصوصية، هو يدرس القانون وهي تدرس الشريعة، إلا ان تلك المدرسة تفصل الذكور عن الإناث، دائما ما يوصل عدنان اخته وإن لم تكن لديه أي حصة ليذهب بعدها صحبة احداهن، قليل ما يفارق "لينا" التي ارتبط بها مدة عام كامل ولايزال يعدها بالزواج، لكنها ترفض ذلك اصلا، تتظاهر بأنها تقبل عليه لأنها تستغله ماديا ويستغلها جنسيا.

 انقضت العطلة التي دامت خمسة عشر يوما، كالمألوف شغل عدنان محرك سيارته، نادى اخته لتسرع، دخلة السيارة واغلق الباب خلفها، انطلق بسرعة ولم يتوقف إلا بعد وصولهم الى المدرسة الجامعية، خرجا من السيارة لتجد هدى صديقتها المحجبة خديجة في انتضارها، تبادلا التحية، ثم قالت بصوت خفيض:

 - لقد اشتقت إليك صديقتي "هدى".

 - انا كذلك اشتقت إليك.

 مد عدنان يده ليصافها، ليصدم بأنها هزت له راسها دون اي كلمة، تسرع هدى لتنقذ الموقف لتوجها كلامها الى اخيها:

 - إنها لا تتحدث ولا تصافح الذكور...يمكنك الإنصراف.

 اغلق قبضته بقوة، إنصرف مرددا متكبرة...متكبرة، دخل الى السيارة واتصل بلينا يعلمها أنه لن يقابلها ذاك اليوم، اتصل بعدها بصديقه خالد يطلب منه القدوم لمساعدته، بعد دقائق حظر خالد ليقول له عدنان:

 - لقد اهانتني اليوم فتاة غبية واريد ان تساعدني لأنتقم منها فأنت تعرفني.

 - من هذه التي تتجراء على فعل ذلك؟

 - لا أعرفها، هي ترتدي الحجاب زميلة هدى في حفظ القرآن، سندخل عليهن وأتمسخر عليها.

 وافق خالد على ما قاله صديقه، صعدا الدرج بكل عزيمة، توقفا امام الباب مباشرة، القى نضرة من فتحت الباب ليراها كاشفة الحجاب على وجهها، هي اجمل من أي فتاة رآها، استدار الى صديقه قائلا:

 - لا أدري لماذا تخفي جمالها هكذا، إنها أفضل من لينا.

 ضل صديقه يحدق فيه بتعجب، حتى اردغ يطلب منه الإنصراف، قال له خالد:

 - الا تريد الإنتقام؟

 - هي لا تستحق ما سأفعله.

 من تلك الحظة وهو يفكر فيها، بل لم يعد يحدث اي فتاة، كما انه ألغى علاقته بلينا، اصبح يحب المحجبة التي كرهها في البداية، أعترف لأخته بحبه لخديجة فكان جوابها:

 - لا عيب أن تحب، لكن إن كنت حقا تحبها فوالدها بإنتضارك، كما انها لن تقبل الزواج منك، هي تريد رجل ملتزما وحافضا للقرٱن.

 وقعت كلمات هدى كسهم على قلبه، في ذاك اليوم بالضبط إغتسل من الجنابة وخرج من المنزل ليعود بعد ردح قصير وقد اشترى الجلباب الأبيض والقبعة التي يرتديها المصلون، جلس مع والده حتى أذن المؤدن واسطحبه للصلاة والأسرة متعجبة بكاملها، في المساء ذهب الى منزل خديجة جلس مع والدها أخبره بما قدم من أجله، كما أنه حكى له القصة من البداية الى النهاية وأنه ترك العديد من الفتيات من أجلها لأنه متيقن انها عذراء بكرمتها، ختم له الحديث بانه ليس حاملا لكتاب الله، لم يتفوه بأي كلمة بل ذهب ليستشيرها، عاد إليه بعد مدة وجيزة يخبره أنها تطلب منه الإنصراف حتى يحفظ نصف كتاب الله ثم يتزوجها بالطريقة الإسلامية، إن واعدها بإتمامه بعد الزواج.

 مرة الايام والشهور، نصف عام بعد تلك المقابلة، لم تفته أي صلاة في وقتها ولم يحدث أي أنثى أجنبية، حفظ ما وعدها به من القرٱن، احضر أسرته قاموا بالخطبة ثم حفل الزفاف، فرح وفرحت الأسرتان، تضاعفت الفرحة بتزامن ختمه للقرٱن وولادة أول ابنائه

 نعم الفتاة الحاملة لكتاب الله تخفي ما يستحق، ليراه من يستحق في الوقت المناسب.

#عبدالرزاق_مرابط
#مدونة_كتابات

#نبض_الكتابة_والمواهب_الهادفة

author-img
خدمة نشر الكترونية

تعليقات

Getlike