الأسود أدِيمُ المخلوقات
___
لِما الأسود
لِما الغُربان
لِما الليل
لِما القهوة
لِما..؟
_________
نحنُ في بؤرة حبيبةٍ حميدة
كان من المُمكِن أن تكون عظيمة أيضا،
ً لو أننا سِرنا على نهج مُفعم بالقليل من التغيير، ولم نتّبع الذين اقتالوا
عقولهم بدلَ أن يلتهو بأشياء تُنجيهم شر البليّة.
لِما الأسودُ، وقد بدأ الصباح بليل
لِما الأسودُ، والنُطفة كذلك
لِما الأسودُ، ونحن مُجحَدونَ، ومُفترضونَ في زمكان ليسوا من تشكيل أيدي أجدادنا
ليسوا مِنّا
لِماذا أرتدي الأسودُ..؟
..طِفلة بعمر أثنى عشر سنة
قالت، وشغف البدايات يتكللها
"لأنّك سيّد شاهْ"
ضحِك جدي الذي كان يجلس على عتبة المنزل متكئ على عصاه.
وقال لي:
الصمتُ أبلغ لا ترُد، أعلمُ الآنَ أن خدم الكلِمات يُقيمون منتدىً صلداً في رأسك، قرأت هذه الجملة من أربع سنوات، لم أهتم لتفسيرها يوما يا بُنيً، كنت أشعر بأنني غير موكل لمثل هذه الجُمل
ربما يأتي أحدهم ليُعقّب على ذلك.
هذا الشخص بالكاد يكون أنت، ولا حين ترسو على مهد مستشرق من الحديث والهدوء، حتى لا تنتقِص، ولا تُنتقَص.
الآن خُذ ما يملّونه عليك خدمَ عقلك من الكلمات.
حسناً جدّي.
بادياً أنت شخص كثير المنفعة
ولكن عصرنا لا يتوافق مع بطء حديثك الذي يجوب الأرض على أطرافها ثم يستقر وعيه.
نحن أُناسٌ، سريعي الملل
ألسِنتنا أشدّ لهثاً مِنّا.
نبتغي الأشياء على عجلة من أمرنا، دون الأخذ بأي شيء كان أو سيكون.
..أما عنِ الجملة السابقة
دعها تقول ما تود، إنّها على نهج السابقين.
هذه لعنة، وليست نزلة برد كي تأخذ وقتاً محدد ثم ترحل.
هذه الفكرة تعاقب أجيال.
ولكن ما كاد يؤذي عقلي هو لأنّي سيّد شاه لذا سأكون أسود.
الأشياء ليست كما تبدو لنا دائماً.
حسناً، لا ضير.
إننا الأسود من الخلق، والأخلاق، والمخلوقات، والخلل، والخيبات.
نحن مرجع هذه الأشياء
وعتاقة الأشياء، وعناقيد تتعاقب عبر أيام الدهر تهضم الأيام ما استذاقته مِنّا، تعتصِرُ منه ما يخرج لاحقاً نبيز مُعتّق يجتاز صراطاً آخر.
وهكذا.
إذاً لِما الأسودُ..؟
"""""""
- الغُراب الذي كان يحمل الجرّة ويضعها في الإناء له ريش أبيض على جوانبه، أظنّه السبب في ذكاءه،،
أظُنّه مُكتسب من تعاقب لحظات الظمأ عليه، لذلك نتج هذا التصرُّف من هذا الشّيب الأبيض.
إذاً لِما الأسودُ..؟
"""""""""""
- الليل!
فيه التعاقب على وطئة الصباح
فصيلته النِّسل المتأصل.
أخي الذي رأى الشمسُ قبلي أدركَ ذلك.
حين كنت أتحدث معه في إحدى المرات قال لي جملةُ حقٍ أريدَ بِه حقْ.
قال: "الليلُ يعقُبهُ النهار، وهكذا"
أنا علِمت ذلك، ولكن يا أخي سجلائي في العمر لا يعلمون ذلك؟
ربما ليس لديهم إخوةٌ مثلك؟
أنسى، قُل لي ما بالُ كهول المحطة الذين يحملون مشاكل البلاد بالتنظير، وهم المتسببون بديون على الدولة في صعوبة إستيراد المزيد من البن، والشاي..؟
هل ولدتهم أُمهاتهم كبارٌ هكذا..؟
" لا يخدعك صليل السيوف، جميهم يهربون الي الليل كي يرمي كل واحد منهم ردائه المُتعب
وجلبابته المتهلهلة، ثم ينوح في حُضن الليل بأعلى صوته، ك طفل رضيع في حجر أمّه.
يهرب الجميع الي الليل، منهم من لا ينام حتى يفرغ ما تبقى من الأرق.
إذاً لِما الأسودُ..؟
"""""""""""
- القهوة!
- المُدّعين ينعتونها بالأنيسة.
دعك من أي شيء آخرد إنّ لفظ أنيسة مؤنث، وليس من المنطق أن أُنثى كاملة العقل، رزينة، لطيفة تترك مأواها فارغاً دون الحاجة لملئه بكائن، كي تأتي أنت بكل ما يعتريك من الزيف وترتمي عندها بهذه البساطة.
أنت لم تكن في اي جزء من تفاصيل تلك الرحلة.
حتى تخرج لك بهذه الروعة.
سيكون جميلاً لو أنّك لا تصدع رؤسنا بطقوسك التي يتفوق عليها ذكر السّنجاب.
الموقف لا يستدعي كل هذا العياط، فليس من عاداتك كرجل أن يصيبك طلقْ، أليس كذلك..؟
مثلاً، كوب القهوة الذي هُتِك عرضه
وانتشرت رذيلته عند كل وُجهة.
فالبتبعية يمكن لكوب واحد من القهوة أن يجعل أولئك الأشخاص
بمزاجِ واحد، إمّا إدعاء وتمهيد لقراءة أحد الكُتب التي ما كان يعلم عنها لولا حركة الأحمق الآخر
أو حالة من عصف الإكتئاب المتولَّد
من العدم.
المتولّد من فوبيا رؤية كوب قهوة إنتصف شاشة الهاتف أو تربيزة لإحدى الطيّبات سيدات المقاهي.
نحن في لعنة أبدية تمكّنت مِنّا، لعنة لن تُفلِت واقعِنا
لأنها ومن غير العادة تتشعّب من الأصغر الي الأكبر على غير الفِطرة.
تناول القهوة بهدوء، الأمر لا يستدعي كل هذه الصرخات.
...
أيضاً أيتها المميزة بالتاء.
هو لم يكن أنثى ليلد، ولكن ذلك لا يعني أنك ستنجبين، لا...، هذه المرحلة بعيدة جداً ومُبِّكرة.
تناولي ما شئت ولكن لا تدّعي بأن الصداع يتحكّم بِكِ.
أيضاً الإكتئاب قد تبرّأ من ذلك.
إذاً لِما الأسودُ..؟
"""""""""""""
#محمد_عبدالمالك
#M_abdulmalik.
تعليقات
إرسال تعليق