# بعضٌ -مِن- الخُذلان -وكثـيرٌ-مِن-الآهـات :

أحببتُهــا وسـأظلُ أسـيـرَ هـذا الحُبِّ حتى آخِرِ رمــق، فـي أحدِ تِلـكَ الأيـامِ التـي أسميتُهـا ميـلادَ سعـادتـي كُنتُ أبُثها مشـاعِري وجهاً لِوجه، كُنتُ أنظُر لعينيها وأُنشِدُ أبيـات القصـيد، كُنـا نتبـادلُ أطـرافَ الحـديثِ وأعيُنُنـا يمـلؤها وهَجُ السعادة، ولكِن مالذي حدث؟

لِمـا أنـا اليـوم أُثـرثِرُ عمَّا يجُولُ بِخـاطِري لمُفـكِرتي؟ 

أيـن ذهبـتْ رفيقةُ الأيـامِ و قلبيَ النابِض؟ لقـد بحثتُ عنـها كمريضٍ يُفتِشُ عن عِلاج ،هِمتُ بِها وأيُّ هُيـامٍ هذا؟ لا عنتـرُ ولا قيسُ ولا جمـيل ليس أحدٌ مِنهُم بمِثل حالي من الظمأ، ظمئتُ لها ولعذبِ حديثها وجلساتِ الظهيـرةِ في مكـانِنا المُعتاد.

ذهبـتْ وتركتني وكأن لم يكُن بيننا ودٌّ يـومـاً وها أنا ذا اليـومَ أُحدِّثُ مُفـكِرتي عـنها، الحقيقة أنا لم أنسها ولـو للحـظة كانتْ دائماً تقطُنُ في مُخيلتـي وتتـربعُ على عرشِ قلبي، لـم أُفـلِح ؛ حاولتُ أن أبغضها كثيراً ولكِن دونَ جدوى فالقلبُ إذا أعلنَ التعلُق فشِلَ العقلُ في التمييز بين الصوابِ والخطأ فالعقلُ لاشيءَ أمـامَ قلبٍ مُتمـرِد.

فجاءةً وأنـا أُقلِّبُ أوراقَ مُفكِرتـي وصلتُ إلى كِتابات أكـلَ عليها الدهرُ وشرِب، وقعت عيناي على عِبـارة كـانت قـد كتبتها هـي بخطِ يـدِها، قـالت: " سـتظلُ في قلبـي عزيـزي ، سنظلُ نحيا ببعضِنا، سنشيبُ معاً ونموتُ معاً لن أُفلِت يـدكَ أبداً، أُحِبُكَ يـا صـاحِبَ الأنفِ الصغيـر " بِقـلم طِفـلـتك الصغيـرة.

في هذه الصفحةِ بالتحديد كُلُ حرفٍ كُنتُ أقراءهُ كـان يقتُلُني ألـفَ مـرَّة، أحسستُ بشيءٍ ساخِنِ يجـري على خدي، إنها تِلـكَ المياهُ الممذوجةُ بالمِلح، إعتدتُ عليها فهيَ رفيقي الوحيد، هي فقط من أجِدُها وقتَ حُزنـي.

أقفلتُ مُفكِرتي وتنهدتُ تنهيدةً عالية كمنَ تخرُجُ روحُه، رفعـتُ مُفكِرتي إلى ذلِكَ الرفِّ الذي يُغطيه الغُبـار وقُلتُ في نفسي نعـم أحببتُها وسأظلُ أُحِبُها ولـن يُفـارِقنـي العذاب. 

#Esraa Banaga ♡

الكاتبة:إسراء بانقا العبيد