البيوت الطينية
تلك هي مساكنك يا غريب في الممرات وخلف النوافذ
تلك التي حيكت من قهوة الفجر إلى المقيل
في بيت من الطين.
هي هي نفس العتبات التي جلست عليها
تلك المدائن نفسها برواكيبها
بقماريها ونارنجتها
بندى أزيارها ونوافذها
وشجرة حناءها
وحبال غسيلها
وليمونها الذي نحر الظهيرات البعيدة
وحبيبتك عند الطريق تنتظرك في حدقات المشاوير فالحق بها
لونك يا غريب لون المناجل حين تزاحم الأعشاب
تفقد وجهك في مرايا القهوة قبل أن تذهب
تلمح ثمار متعبة في الجهات وتشتاق للجناين.
تجد طفلا يغفو على أرجوحة الأبد ويحلم بشجيرات لا تنتهي.
كل شئ مضى وأنت تتسائل، أين جميلتي ؟؟
تلمحها في البيوت الفسيحة بفوانيسها وقراها
ودروبها في الخريف
تسمع ضحكاتها
وكأنها مرت سريعا من هنا !
وكأن خطوتها تلمع عند الغياب !
وكأنها غلست همومي بالسحاب !
وخبأتني في طرف ثوبها عند ركن ركين
وبقيت أياما كي تناديني
فيأخذني النعاس
وأرحل في مسافاتها
وأستلقي في سكون هوائها الرطب
فتحصد روحها موتي وتمنحني الحياة.
#محمد-الحضري
تعليقات
إرسال تعليق