"تداعيات ما قبل الهزيمة"
أذكر جيداً كيف تجاوزتُ كل تلك المآزق، وتخطيتُ منعطفات ما ظننت أن أنجو منها، ممسكاً بقلبي وآخذاً إياه أعيذه بكلمات الله التامات من كل شيء، فينجينا الله بلا ضرر ولا ضِرار، ودون أن يُخدَش قلبي، أو يطرق بابه طارق خير أو خزيٌ، لازلت أتذوق طعم هذه الإنتصارات على لساني ولا زال قلبي تتسارع نبضاته حينما أذكرها.
لكن عندما تعلق الأمر بكِ، إختلّتْ جميع موازيني وتضاربت، وخارت قواي وبِتُّ لا أقدر على مجاراتكِ، ولم يبق لي من الهزيمة سوى نظرات من عينيكِ.
وقلبي مفتوحاً لكِ على مصراعيه كما لم أعهده من قبل، ولهفتي إليكِ تؤازره "دعها تدخل فقد طال إنتظارنا لها"، وأُدخِلُكِ قلبي، من حيثما أمرتِه، ومن حيثما مررتي فأزهر بكِ.
أوقعتي بي شر الهزائم وأنكرها، لا أظن أنكِ قاتلتني وحدكِ، إما نقضتي ميثاقاً بيننا أو خرقتي عرفاً من أعراف القتال، وكبلتي قلباً أعزل لا حول له ولا قوة، وليس له من الأمر شيء إلا أن يفتح قلاعه وحصونه ويدق دفوفه مُرَحِباً بقدوم جيش قلبكِ.
أجيبني هل قاتلتْ معكِ الملائكة المُرّدفة "فلا عجب أن تُنصِف قرينتها" أم قرأتي علي طلاسم الحب، فغطّ قلبي في نوم عميق لم يفقْ منه إلا وأنت متربعة عرشه الذي نصبه لكِ منذ أن رآكِ.
لم تتزن أي معادلة ولم يُجابُ أي سؤال، إختلت هنا جميع نظريات المنطق وبراهينه، وكُسرِتْ جميع القواعد.
لكن بقيت حقيقة واحدة ثابتة هي أنكِ مَلكّتِ قلبي وإمتلكتِه، وإني أراكِ في كل شيء، على سطح القمر، وبين حنايا قلبي، وعلى أغصان الزهر، وفي كل دهاليز قلبي القصية، حقاً إنكِ كثيرة، كثيرة بما فيه الكفاية لتكوني فيّ، وأما عن كثرتك في مَحطِّ نظري، فيا عزيزتي "بتطلعي إنتِ من غابات ومن وديان ومني أنا".
#للحديث_بقية
#عبدالرحمن_عزالدين.
تعليقات
إرسال تعليق