سجين (مُعتقل) أبريل العظيم
تكلم بلسان سجين.....
أنا في مأْزِقٍ حاد جداً، متورط بين أربعة قضبان حديديه قاسية، نابشة للقلب، كاسرة للخاطر، سوداوية الحياة.
تلقيت أقسى أنواع التعذيب، الذله والعنصرية.
مُذ فترة لا تتعدى الثلاثين يوماً قد عشت أعنف، وأبشع الحروب التي هزت كياني وكست حياتي بالرمادِ، حربُ لطشِ الذات أسوأ من تلك الحربين القدامى.
وفي السجن قد تجد قاتل، ناهب، بائع خمر، سارق، مُبتذ، متعدي، مدمن مخدرات، وقد تكثر وتتعدد الجرائم.
ولكل مِنا قصصه المختلفه وأسبابه الخاصه التي دنته لفعل ذلك،وكلٍ يجلس في عتمة زوايته القاتله.
لكن، انا قضيتي قضية المجتمع كافه، قضية الثورة، الوطن أجمع.
قبل يوم من الآن قُتِل صديقي بين يدي برصاصة تخللت جسده الذي يشبه الأطفال في طراوته ولونه.
صديقي خرج لتحقيق العدالة، ولكن خرج ولن يعُد، وأنا إلى زنزانة الخراب.
انا هنا الآن لإسترداد القصاص، ولن أتهاون أبداً في حقي وحق الجميع.
يراودني الفضول والتفكير دائماً، بكيفية تعايش السجناء مُرتكبوا الجرائم عمداً في هذه الأوضاع القارسه؟ هل يتوبوا بعد ذلك؟
جوابي كان لقد جهشت بالبكاء عليهم فقط.
وهل يوجد مثل حالتي التي كاد أن يُرثى عليها؟
أم أنا الوحيد الذي يرتكب جريمة الحق؟
لكن لا أعتقد أنني الوحيد لأن ثوار وكنداكات وطني لا حدود لهم.
"لهم أحر التهاني والتبجيل"
"عشتوا وعاش النضال من بعدكم "
سجين (مُعتقل) أبريل العظيم
٦/٤/٢٠١٩
٥:٣٠م
![]() |
الكاتبة |حميراء شرف الدين |
تعليقات
إرسال تعليق