إشتياقي
اترميت في حضنك، كأني لم أذق طعم العناق يوما ،سعيد لغاية وأنا بين اذراعك،سعيد
كفرحة أما لم تنجب إلا بعد ثمانية أعوام أو اكثر،صدى أصوات ضحكاتي كاد أن يصل السماء أو ربما وصلت تماما،أنا في هذه اللحظة ملك السعادة لا أريد أحد غيرك يا أبي.
كنت أراقبك وأنا علي لعبتي خوفا من أنك تهرب مني مجددا، أنظر إليك تاراً والعب تاراً أخرى ،ماذا تظن من إبن لم يرى أبيه يوماً ولا سمع صوته؟
أتأمل في ملامحك التي لم أرها من قبل ،عندما أسأل أمي تقول لي أنه يشبهك هل تشبهني حقا؟
أتخيلك أنك نسخة مني أو ربما مثلي تماما،أريدك بقربي دائما ألا ترى إبنك سعيد الآن وهو يجرى ويلعب ؟
كانت أبسط أحلامي يا أبي عندما استقيظ من نومي اعمل لك ضجيج من الصباح وأن نذهب معا إلي المسجد كما يذهب باقي الأطفال مع أبيهم وعندما نمر بقرب بقالة أصرخ وأقول لك أريد بعض الحلوة والشبس. ...
كان ذالك أسعد حلم لي.تمينت أن لا استقيظ أبدا، وأسفا علي إبن سعد بروية أبيه في المنام فقط!
حلمت في السابعة من عمري،في الوقت الذي يتمنة فيه كل طفل أن تكون أول تسجيل له في المدرسة برفقة ابيه -في ذالك الحين كسرت اثنتين من أسناني الاماميةفرحت علي كسر سني رغم وجعه ولاكن وجع فراقك الأبدي اوجع ،أبلل مخدتي كل ليلا من كثر الدموع -عد إلي إبنك لا تريد روايته أليس كذاك؟لأكني أريد رؤيتك أشتاق إليك قدر ما يشتاق الصائم لجرة ماء ليروي ظمائه أو ربما أكثر اشتياق من تلك.
ليتك تعلم أني كتبت لك كمية من الرسائل، ألا تريد أن تعرف عددها؟
لا عدد لها ي أبي .أتدري أن عمري قد اصبح إحدى وعشرون عاما ؟وأنا ما زلت اكتب تلك الرسائل.
#نورشام_احمد
![]() |
الكاتبة | نور الشام أحمد |
تعليقات
إرسال تعليق