رسالة إنتحار
تجمعت شرطة المدينة في الجسر الرئيسي، كانوا ينتشلون جثة من البحر، لكنه كان متمسكاً بها كما الام تمسك صغيرها، الجثة غرقت في قاع البحر، تحاول الشرطة إنتشالها منذ ساعات، كان النقيب توماس هو المسؤل عن هذه العملية، حين جاء إليه أحد الضباط بزجاجة مشروب بداخلها رسالة، كانت الرسالة تحتوي على:
(مرحبا أيها النقيب توماس، لا أظن أنك تتذكرني، ولكنني على يقين أن هذه الرسالة سوف تكون بين يديك، قد تتسائل لماذا أنا تحديدا؟
دعني أحكي لك قصتي حتى تتضح لك الأمور، أنا أدعي جيرمان سكانت لكن يمكنك مناداتي جيمي، أسكن وحدي في الجادة المقابلة لمشفى المدينه، أعمل محاسب لدى إحدى الشركات الخاصة.
كانت حياتي جيدة جدا، لدي عمل ومنزل وسأتزوج حبيبتي في التاسع من شهر أغسطس، كل شيء كان يسير على ما يرام، ولكن في لحظة إنقلب كل شيء رأساً على عقب، خرجت في أحد الايام متجهاً نحو عملي، كان هناك إرتكاز كبير لقوات الشرطة، أوقفني نقيب في الشرطة مكتوب على بطاقته التعريفية توماس ماديسون، طلب مني الإرتجال من السيارة حتى يُفتشونها، ليس من طبعي معاكسة الشرطة، فوراً نزلت منها مبتسماً، كنت أتحدث إلى توماس ماذا يجري؟
قال لي:" إنه تفتيش روتيني ليس إلا"
قال أحد الضباط: "سيدي لقد وجدنا هيروين"
ماذا؟! هيروين؟!
أنا حقاً لا أعرف من أين أتت هي ليست لي،ولكن من يسمع فورا تم القبض علي بتهمة حيازة وتجارة المخدرات.
تمت محاكمتي بعد إسبوعين، لم يحضر محاكمتي شخص أعرفه، ربما لم تخبرهم المحكمة، لقد حُكِم علي بالسجن ثلاثة سنوات.
ماذا؟ ثلاث سنوات أليست هذه عقوبة قاسية لشخص بريء لم يفعل شيئاً؟
مكثتُ في السجن سنتين حتى تم الإفراج عني، إعتزر مني السجان لأنه تم القبض علي عن طريق الخطاء، لقد تم تقديم شريط مراقبة لإحدى المحلات، هنالك شخص قام بوضع كيس أبيض، أخيرا لقد ثبتت برائتي،كنت حقاً مرهقاً من كل ذلك الوقت الذي قضيته في السجن.
عند خروجي من السجن توجهت نحو منزلي، إشتقت للجلوس قرب مدفئتي، إشتقت لرائحة القيقب التي تفوح من المطبخ، عند وصولي وجدت حركة مريبة داخل المنزل، عندما نظرت من النافذة وجدت أناس داخل المنزل، سحقاً لقد تم بيع منزلي من بعدي.
ذهبت لصديقي سكوت حتى أفهم منه ما يحصل، لقد إعتدت الدخول لمنزل سكوت بدون رن الجرس فأنا أعرف مكان مفتاحه الإحتياطي، دخلت ورحت أبحث عنه وجدت حركه داخل غرفته عندما إقتربت من الغرفة كانت المفاجأة، سكوت مع ليزا! ولكن لماذا يفعل سكوت هذا معي، وكيف تخونني ليزا مع أعز أصدقائي.
بدا كل شيء سوداوي، لم أعد أحس بما حولي، خرجت من منزل سكوت بدون أن يشعر بي، كان الوقت متأخراً لا يوجد مقهى مفتوح، حتى جميع البارات مغلقة، سرت حتى أُرهقت قدماي، جلست على قارعة الطريق، زادت دقات قلبي، أصبح التنفس أصعب من المشي على الجمر، لم أحس بشيء سوى ضوء شمس الصباح ، نهضت وأنا بالكاد أستطيع الحراك، لم أعرف ماذا أفعل هل أذهب للشركة التي أعمل بها، أم أذهب لوالدي عند الضواحي، كنت مرهقاً من كل شيء لم أقوى على فعل شيء، كان المارة يرمقونني بنظرات حقد وإستهزاء.
قررت الذهاب للمنزل الذي ترعرت به، كانت المسافه حوالي ساعة ونصف سيرا على الأقدام، لكن لم يعد لدي خيار، ذهبت سيرا على الأقدام حتى وصلت للمنزل، رننت الجرس، خرج زوج والدتي وعندما فتح الباب قلت له: مرحباً جورج.
لكنه أغلق الباب في وجهي، كانت والدتي تقف خلفه، لقد رأيتها تنظر إلى ولم يرف لها جفن، وكأنها نست أنها تملك إبناً.
أوتعرف توماس، لقد دمرت لي حياتي حين إعتقلتني بتهمة حيازة وتجارة المخدرات، لقد تغيرت نظرة كل من حولي، لم أعد أطيق هذه المدينة ذهبت إلى مقهى في منطقة نائية، أخذت منه زجاجه من المشروب، شربتها كلها ثم طلبت من النادل ورقة وقلم، أعطاني إياها ورحت أكتب لك هذه الرسالة، فإن وصلتك هذه الرسالة أتمنى أن لا تحاول إنتشالي من قاع البحر، لقد تركت لك عنواين كل معارفي أسفل الرسالة، إذهب وأثبت لهم بأن جيمي ليس مجرماً وتم إعتقاله عن طريق الخطاء.
إذا أخرجتني من البحر صدقني لن يحضر جنازتي أحد، أفضل أن تحتضنني المياه على أن أكون داخل إحدى المشارح يتدرب علي طلاب الطب.
مع كامل حقدي وسخطي جيرمان سكانت).
#عثمان_ناصر
![]() |
الكاتب | عثمان ناصر |
تعليقات
إرسال تعليق