متاهة بين شفتيك
___
((إنّ أصعب الأشياء في اللغة هي وصفُكِ، أيضاً أمتع وأبهى الأشياء في اللُغةِ هي وصفُكِ.))
المساء يا سيدة الأوقات والطقس والمكان
المسافات بيت حواسك بعيدة المدى بعيدة التناول.
لا تدركها مواسم الهجرة والرّحالة عبر تقاسيم وجهك وسفوحه المتجمدة.
في حقيقتها هي أقرب من رمش العين لسواد العين، وأبعد من مجرى الماء على حلق اليابسة.
إنني لا أعلم دعوى تفكيري في شفتيك عزّ هذا الحر عزّ هذا الصيف.
الإستفهام في تقويستها السُفلى تشبه قمر اليوم السابع
مصلَها النّدى المُنشق على فلق زهرة.
أمّا أنتِ، آه كيف يثني الإنسان اللُّغة باللغة..؟
أنتِ تحمِلين معَكِ حنان الشتاء
ورناحة سريان الماء على عُنقٍ دمِث
لكِ إستقامة شجر البانْ ووقفة الصّولجان.
باردة كجفن العين، ساخنة كفوهة بركان
تزفُرُ منها حِممُ القُبلات.
ملامستَكِ إمتزاج مقطوعتين ل "يانّ تيرسن" وذوبان حلوى القطن في الفم.
لكِ رعشة نطق الراء بالفرنسية.
وأثرُ الفراشِ على الزّهور
وعصارة الليمون على حواف الكوب
و حرشفة الرِّيق المُزنجلْ.
قُبلةٌ أُولى فأتغمّصكِ كما يلج خيط المكرة ويسلك هفوات الدروب
القديمة على الأقمشة.
يومٌ آخر نحوُكِ، إنني الآن عبر أثير السرمدية، قابِعٌ فيِكِ.
ما تبقّى من الحال مُجردٌ من الوجود عدى حقيقتك.
- هيّا لنعود الي حيث وضعنا وطأة الأرجل الأولى على الطين.
-محمد عبدالمالك
٢٤مارس٢٠٢١
تعليقات
إرسال تعليق