غياهب الشوق
قالت وهي تضع يدها على قلبها بحب، وهي تردد:
بلغ الشوق المدى
فامدد الوصل يدا
واكفني البُعدَ بقربٍ
علَّهُ يخبو الصدى
تعاظم شهيق تلك الفتاة المسكينة، أصوات تنهيداتها تتعالى كلما لمحت تلك المحادثة التي كانت بمثابة الحياة الأزلية لها.
كل شيء صار باهتاً ، رمادياً وخالياً من الحياة ،يبدو أنها فقدت السيطرة على دموعها التي لم تجِف .
يا لها من حياة بئيسة ، حياة يتخللها الخوف و فقدان الشغف لا بل إنتظار اللامالانهاية.
هووووه(تنهيدة)
أخذت هاتفها و أرادت هزيمة واقعها المرير . حمى الشوق و الوله جبرتها لكسر الحواجز و التخطي و من ثم الوصول. قامت بإرسال رسالة نصية محتواها " لا تدعني اعتاد غيابك، داهمني ولو برسالة فارغة"!
أنار هاتفه معلناً وصول رسالة جديدة، فلما قرأها و تمعن بها ملياً رقرت عيناه و ردد قائلاً "ما حيلتي و الشوق يفتك بالحشا،؟! إن الفراق على الفؤاد شديد" .
أغلق هاتفه وزاره طيفها فقاال محادِثاً إياه:
فأخبرتها أن هاتفي قد أنار برسالتها تلك، وهي لا يخفى عليها أنها نور، ولا تحتاجُ إلى توضيحي لتعلمَ حقيقتها الملائكية، وكما هو حالُ الجميلات رددت في خجلٍ هذا من دواعي سروري، وهي لا تعلم أنها من دواعي سروري.
_توسل أسامة كمال.
9||May 2021
![]() |
الكاتبة | توسل أسامة |
تعليقات
إرسال تعليق