القائمة الرئيسية

الصفحات

Getlike

رسالة لشخصي في الخامس من سبتمبر 2045 |بقلم :الشيماء مجد الدين

 رسالة لشخصي في الخامس من سبتمبر 2045 


            سلام القلب ورحمة تغشاك

عزيزتي أنا، أكتب إليك وكلي شوق لأراك في المستقبل القريب، أتدري ماذا؟!

كنت أبي أو أختي أو أمٱ لي أو صديقة... هذا لايهم، الأهم هو أثر ذلك، الأهم هو الذاكرة التي تجمعنا والتي تدفعني لأكتب عنك ولأجلك.

أدرك تمامٱ أنك قادره على تحقيق أحلامك، قادره على صنع مكانة لك بين كتاب هذا العصر، سأخبرك بشيء أتمنى أن تعرفيه فأنتي الأحق بمعرفته، لقد كنت إنسانة حقيقية للحد البعيد، كنت تدافعين عن المرأة وحقوقها، لقد عانيت كثيرٱ في مجتمع يحاول بكل ما فيه طمس هوية المرأة، كنت ضد كثير من العادات والتقاليد التي تضر، كنت وأعلم أنك م زلت تحبين الضحك، وترفضين الإستسلام.


_____________________

أتدري ماذا؟

كأي شخص عادي كنت أريد أن أعيش، كشخص بذاته، بحقوقه، وأحلامه.

لكن عشت في مجتمع يرفض الفتيات.

مجتمع يحاول أن يثبت أن الرجال هم هيكل الحياة.

مجتمع يقوم على العنصرية والتفرقة.

مجتمع يدمر شبابه ويقتل أحلام أطفاله.

مجتمع يرفض الحب ولا يؤمن سوى بالبغض.

مجتمع يحي القداسة والسذاجة ويهدم الطموح.

مجتمع قام بوضعنا في فوهة العادات التي تميزنا عن غيرنا، وضعنا في فوهة لا منفذ للريح فيها.

مجتمع سلبنا حقوقنا والسبب لوننا أو عرقنا أو جنسنا.

مجتمع بسببه طوقت بتلك العبارة(هو ليس من بني جنسنا فأنبذوه) ، رأيت من النظرات ما ألمتني وأشعلت براكين في داخلي وسمعت من الكلمات والالقاب ما جعل اذناي يتمنيان الصمم.

كنت أتمنى من هذا المجتمع فرصة لإثبات نفسي، لأثبت شخصي، ليتعرفو علي كشخص لا كلقب ولا جنس ولا لون لم يتيح أي فرصه لي بل طمسني طمس ذاتي وأحلامي.


لكنك الأن إستطعتي أن تثبتي أن المرأة قادره على تحقيق أحلامها، أن تثبتي أن المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع، أن المرأة ولدت من رحم المعاناة، أثبتي م لم أستطع فعله.

______________________

أكتب إليك وأنا على ثقة بأنك تقرأين هذه الرساله وأنت ذاهبه لتقديم برنامجك التلفزيوني عن علم النفس، أدرك تمامٱ أنه من أنجح البرامج التي تهتم بالصحة النفسية.

.

_______________________

سأقول نصيحة كنت أقدمها لكل من أعرفه(م تستسلمي وخلي عندك أمل وطموح، م تزعلي وم تشتبكي الحياة دي أبسط من كدا، حبو نفسكم وإنبسطوا الحياة م بتستاهل نضيعها في زعل، نحنا بنعيش مره واحده بس، أقروا كتب وإستمتعوا وإنتو بتتطلعوا في ملخص الكتاب، أعملو حاجات بتحبوها، المهم م تزعلوا) .

أتمنى أن تكوني سعيده بتأليفك لكتاب(رسائل المبروك وفطين السمحه)!

______________________


أختم رسالتي وأخبرك أن هذا اليوم هو نفس تاريخ مولدك، إنه الخميس الخامس من سبتمبر، أنت الأن صرت بسن الخامس وأربعون عامٱ وما زلت تحبين اللون الأصفر والبالونات، إفتحي الصندوق الآخر وأبتسمي.


#الشيماء_مجدالدين

الكاتبة| الشيماء مجد الدين


author-img
خدمة نشر الكترونية

تعليقات

Getlike