فقدان
وردتي الصغيرة اليوم سأكتب لكِ عن تلك الأيام الباهتة التي مضت من دونك، تلك الليالي حالكة السواد ذلك البرد القارس الذي لم أعد أحتمله، العصافير التي كانت تغني في النافذة هاجرت ولم تترك خلفها سوى الذكريات، الإبتسامة التي كانت ترتسم على وجهي أختفت للأبد لم أعد كما كنت، أصبحت أحب العزلة أعشق الجلوس في الزاوية، ضحكات الأطفال الجميلة باتت تزعجني، غرفتي لم تعد كما كانت أصبحت فوضوية تعج بالضوضاء اِستوطنتها الصراصير وأحتلتها الفئران، لم أصلح مصابيحها لأني لم أعد أهتم، لم يعد يهمني أي شيء حتى النوم أصبحت أتجنبه لكي لا أحلم بكِ أتعبني الأرق، وأرهقني التفكير بك عقلي حط في سبات عميق.
كل هذا ما كان ليحدث لو لم تتركيني وتذهبي معه، لا أدري من أين أتى ذلك الكائن لن أسميه إنسان لأنه لم يراعي لمشاعري؛ كان متحجر القلب، لا أدري ما الشئ المميز فية الذي جعلكِ تُحبينه لهذة الدرجة، لم يكن أكثر وسامةً مني، كان في غاية الملل؛ لكن سيارته الفارهة جعلتك تنجذبين نحوه، أملاك والده كانت أجمل من تلك القصص التي أحكيها لكِ عندما نلتقي عند النهر، الهاتف الباهظ الذي أهداكِ له في عيد الحب كان أجمل من تلك الدمية (وردتي الصغيرة )، هل تذكرين تلك الدمية التي اِشتريناها سوياً في عيد الحب؟!
هل تذكرين كم أدخرنا من المال حتى نخرج في أول موعد لنا؟! تلك الدمية وجدتها البارحة ملقية تحت نافذة بيتك؛ لم تعد مبتسمة كما كانت أصبحت شاحبة الوجة فقدت إحدى أطرافها على ما أظن، كانت تنظر ناحيتي نظرة في غاية الحزن، وكأنها أرادت إخباري بأن ألمي يفوق ألمها مئات المرات، كان لسان حالها يقول لي فقدت ذراعي فقط لكنك فقدت كل شيء.
نعم لم يعد لدي شيء أخر لأفقده أوتدركين، أنكِ كنتِ السبب الوحيد الذي أعيش من أجله، كانت حياتي مليئة بنظراتكِ الباردة، و ضحكتكِ التي لم تفارق مخيلتي (وردتي الحبيبة )كنتِ تُحبين هذا الأسم، عيناكِ تلمعان عندما أناديكِ به تحمرين خجلاً، عندما نتبادل النظرات لا أدري م الشيء الذي تبدل فيك، أشك أن ذلك الوغد غير دماغكِ، هذه ليست أنتِ أصبحتِ بلا تعابير، مثل القطة التي إلتهم الغراب صِغارها، نعم إلتهمهم الغراب، ذلك الغراب الأسود الذي يقود السيارة لم أعد أحتمل جلوسه بالقرب منكِ ولا حديثه معكِ.
لم أعد أحتمل نظراته التي يرمقكِ بها، لم أعد أحتمل تظاهركِ بالسعادة معه، أوتعلمين لن ادعه يفلت بعد ما فعله بي؛ هو من كان سبباً في تحويلي لهذا الوحش الذي أنا عليه الآن، سأجعله يدفع ثمن كل ليلة قضيتها جالساً في زاوية غرفتي أبكي بسبب ما فعله( بوردتي)سأغرس سكيناً في رأسه؛ حتى يشعر بذلك الصداع المؤلم الذي لم يبارح رأسي منذ ذلك اليوم سأجعله يصادق جدران غرفته كما فعلت، لن أغفر له جريمته التي اِرتكبها في حقي، أنتِ أيضا بداتُ أشك أنكِ كنتِ معه منذ البداية، لقد خططتما لهذا معاً، جعلتم مني مجنوناً بلا هدف مجرد كائن يسعى من أجل اللاشيء، ستدفعون الثمن أنتِ وذلك الغراب و تلك الدمية المرمية تحت نافذة بيتك أيضاً ستُعاقب لأنها؛ لم تكن كافية لإسعادكِ وجعلكِ تتعلقين بي سأعاقب نفسي أيضا لأني كنتُ لا أملك ما يكفي لشراء سيارة وجعلك تجلسين بالقرب مني سأشنقك بالقرب من حبيبك الجديد واشنق نفسي بجانبكما وأضع ورقة بجيبي مكتوب عليها (وردتي الصغيرة أعشقك بجنون).
#أسامة_ابراهيم
![]() |
الكاتب | أسامة إبراهيم |
تعليقات
إرسال تعليق