حساسية النفوس| بقلم :مصعب السر أحمد أبو عقارب

 حساسية النفوس :

دخان كثيف، إنقطاع في التنفس، انعدم الأوكسجين عن الغرفة، عذاب من أجل الإستنشاق، بدأت العينان في الإغورار، ظهور بياض العينين مع إختفاء سوادهما، تسارع في النبضات، سقط مغشياً عليه، غيبوبة، عودة إلى الحياة بعد نزاع مع الموت لفترة تجاوزت الأربع وعشرون ساعة، ارتجاج بسيط في الرأس بسبب السقوط، كاد يفقد دماغه بسبب انعدام الأوكسجين عنه، تضرر في الرئة أدت به إلى الإصابة بالربو بسبب كمية الدخان التي استنشقها، حساسية.

عذاب تحت كومة من التربة، تنفس ضعيف، وصراخ دائم، هكذا تُبدأ حياة بعض البشر، الحساسية، نعم الحساسية، لا تنحصر الحساسية في الأشياء التي نستنشقها او نتخذها عبر ابر الطعانات، أو أي دواء كيماوي، أو من طعام، لا، لا ينحصر في ذلك فقط، قد تجاوزنا تلك الأنواع، حتى وصلت حساسيتنا من بعضنا، نعم نتحسس من بعضنا، صرنا نخاف التعامل بعضنا، خوفا من أن نُفهم خطأ، صرنا نخبئ أخطائنا، ونضع خطوطا حمراء لكل كلمة قد نسمعها دون أن نستفهم عن ما تخبئه كلماتهم، نحكم على بعضنا بالسلبية دون التطرق في فهم نوايا بعضنا، أصبحت حساسيتنا فائقة الحد، وكثرت خطوطنا الحمراء وتعدت حد التنفس، صار الجفاف والسطحية في التعامل جزء من حياتنا البائسة متناسين أن الحياة لا تسوى قيد أنملة، صرنا نخلط بين اللوم والغضب الذي تكن نتائجه المقاطعة سواء بين الإخوة أو الأهل أو الأصدقاء، ان أردنا العيش حياة سلسة وطبيعية، وأن أردنا السعادة تكن جزؤٌ منا، يجب ان لا نسيء الظن، يجب ان لا نتبع عصافير خيالنا التي تسول لنا ولأنفسنا أشياء ومعاني وأفكار سيئة لمن هم حولنا من أحبابنا وأهالينا و أصدقائنا، لكل شيء في هذه الفانية عذر، ربما سمع صوتك عند طرق الباب ولم يفتح لك لعذر فيه ولا يريدك أن تراه فيه ربما مريض، ربم تحدثه عنك ونطق بكلمة اي كلمة كانت قد تكون خرجت دون قصد منه وندم في نفسه عن نطقها وسبب نطقها كان لوما ليس شيئا أكثر ولم يكن يقصدها، و ربم عدم اخبارك ما جرى له من مرض نسيانه بسبب شدة ألمه، و ربم من كان يتحدث عنك غيبةً ونميمة بسبب نقصه و عدم السمو لمرتبتك العالية والسامية فتسول له نفسه بذلك وكل ذلك بسبب الحسد، نعم الحسد ان الحسد نوع من الأمراض التي يجب أن نعذر من كان به ذاك المرض العضال وإن نتجنب صاحب هذا المرض ونتحصن منه لكي لا يضرنا حسده، ويجب أن نعذر من اتصلت به عدة مرات ربما كان بعيداً عن هاتفه أو كان نائماً، أو كان هاتفه على وضع الصامت، ويجب أن نضع له العذر أن لم يعاود الاتصال بك ربم ليس لديه رصيد، أو كان بهاتفه خلل ما، أرجوكم اجعلو لكل منكم عذراً، الحياة فانية، أرجوكم لا تحاسبوا بعضكم على كل شيء، نعم لم لكن لا تقاطع، نعم بينو أخطاء بعضكم فيما بينكم دون أن تحرجو بعضكم دون أن تقارنوا، صوبو الخطأ بالصواب لا تصوبوا الخطأ بالخطأ، يا ليتنا ندرك أننا جميعنا نخطئ فيجب تجاوز بعض الأخطاء لكي يُتجاوز عنا.

#مصعب_السر_أحمد_أبو_عقارب

الكاتب| مصعب السر أحمد أبو عقارب