لم نلتقي بعدْ...
فتاتي التي لم ألتقيها بعدْ هي كندرةِ الربيع، وكرمِ الخريف دموعها أقربُ من ضحكتها فرحاً حُزناً تدمعُ مُرهفة جداً، وكالصيفِ دفئاً، وشتاءٌ نزلتْ على قلبي برداً وسلاماً.
هي كلوحات الطبيعة الصامته في القرن السابع عشر بسيطة وجميلة جمال لا تكلفَ فيه،
أين هي من بناتِ هذه الأيام؟
هي مدرسةُ الرومنطيقيه، مرجع لعلومِ للجمال منطق للفلاسفة حقيقة علمية للعقلانين، هي قاموس والحياة أسطُر ليتني أكونُ الخاتمة.
في قمةِ الصخبِ والفوضى أعلى صوت قد تسمعه منها همسٌ ليس إلا، إذا أردت أن تسمع صوتها فعليك بقطع الكهرباء وإسكات المدينة بأكملها بعد ذلك ضع مكبر الصوتْ، هادئة كأغاني (أبو السيد)،
القمر رغم جماله يُرى طول الليل، إلا أنها لا تُرى ليلاً لا نهاراً، تختزلُ نفسها في غُرفةٍ تُطلُ على حياةٍ ليست كحياتنا، رأتها أُمُها مرتان ووالدُها ثلاثاً، لا تأكُل لا تشرب لا تطلب، هي ملاكُ الأرض وخازنةُ قلبي.
إلتقينا كإلتقاء شاعران في بيت قصيد،صدفة منحتني لها الحياة وصدقة لقلبي، رأيتها وخطفتَ بصري كعادتها مُسرعة وهي قادمةٌ من الدرس، تمشي بسرعة خوفاً من الشباب الطائش، لم ألتقبها قبل لكن كانت تلك هي الصورة المرسومة على وجهها،أثناء تفكيري كيف أوقفها ماذا أقولُ لها؟ وأنا في حيرةٍ من أمري، فجأةً أسقطتْ شريط كاسيتْ، فصرختْ بأعلى صوتْ حتى تلفت المارة، وهرعت إلى الشريط، فرفعتهُ، فإذا به لأفضل من أسمع وأفضل ما أسمعهُ، فحملتهُ وأسرعت إليها وقلت: لها بعد أن ألتفتت، لقد أسقطتي الحُزن النبيل(لمصطفى سيد أحمد)، فقالت: وغدار دموعك أيضاً(أبو السيد) فضحكتْ وقُلتُ لها: يبدوا أنها على مقاس مُصابكْ، فضحكتْ وقالت: لم تُغدر دموعي قط، ولم أسُاقط دموعي حُزناً، لكن أنا أتعلمُ منهم وأخذُ العبرة، فقلتُ لها إني معكْ في نفس المدرسة، ونفس الهدف من التعلم، إلا أنني لن أخوض التجربه، لأن ليس لي صوتْ كي أغني أغاني (الحسرة والأسف الطويل)، فضحكت مرةً أُخرى، فنظرتْ إلى الساعة وصرخت في حياء قد تأخرتُ عن المريض، فقُلتُ: لها هل سنلتقي مرةً أخرى؟ قالت:سنلتقي، قُلتُ لها : بفضل أبوالسيد، فضحكت وقالت: لا بل على ما مُرادِه في (ياضلنا المرسوم على رمل المسافة).
تُداوي مرض القلوب وقلبُها مثقوب؛ طبيبة نفس هي، تتصدق على القلوب حتى تستغني تلك القلوب، إلا أنها أيضاً تحتاج من يتصدق عليها، توفيةْ أُمُها بعد ولادتها بيومْ، نُقلتْ إلى بلادٍ تعيشُ فيها خالتُها بعيداً عن أبيها، وبعد مرورِ أعوام أُرجعت، وكان الأبُ قدْ أصابهُ سرطانُ الوحدة، فأراحهُ من آلم الفراق،تلكَ هي التي لم ألتقها، تكونُ لي وطناً أكونُ لها أُماً وأباً...
#محمد_سليمان
#أقلام_شغف
#مدونة_كتابات
#نبضالمواهبالهادفة
تعليقات
إرسال تعليق