صِرَاعُ الْوَحْدَةِ
ـــ
هُدُوءٌ عَامٌّ
صَمَّتٌ عَمّ الْمَكَانِ
جَسَدٌ مُنْهَكٌ كَمَنْ اِنْهَالَتْ عَلَيْهِ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْأَشْخَاصِ بِالضَّرْبِ الْمُبَرِّحِ يَكَادَ انْ لَايَسْتَطِيعَ التَّحَرُّكَ، يَتَأَمَّلُ فِي غُرْفَتِهِ الْمُظْلِمَةِ وَالْجَمِيلَةِ،يُومِئُ بِأَصَابِعِهِ إِلَى هَذَا وَذَاكَ لَكِنْ دُونَ أَنْ يُحَرِّكَ جَسَدَهُ الْمُنْهَكَ مِنْ شِدَّةِ التَّعَبِ ،فَهُوَ أَصْبَحُ كَالْجُثَّةِ الْهَامِدَةِ.
يُسْمَعُ إِلَى أَصْوَاتٍ غَرِيبَةٍ وَبَعِيدَةٍ فِي نَفْسِ الْوَقْتِ
يُوقِفُ أَصَابِعَهُ لِبُرْهَةٍ مِنْ الزَّمَنِ يُرَكّزُ قَلِيلًاً وَيَزِيدُ مِنْ تَرْكِيزِهِ كَيْ يَسْتَطِيعَ التَّعَرُّفَ عَلَى ذَلِكَ الصَّوْتِ.
رُوَيْدَاً رُوَيْدًاً يَتَلَاشَى الصَّوْتُ ثُمَّ يَخْتَفِي، يَعُودُ تَرْكِيزُهُ إِلَى مَا كَانَ يَفْعَلُهُ سَابِقًاً تُدَاعِبُ أَصَابِعُهُ حَائِطَ غُرْفَتِهِ فَهِيَ جَمِيلَةُ الْمَلْمَسِ وَنَاعِمَةً إِلَى حَدٍّ بَعِيدٍ
إِلَى الَآنَ جَسَدُهُ طَرِيحَ الْفِرَاشِ(كَالْمَيِّتِ)
يَعُودُ ذَلِكَ الصَّوْتُ إِلَى مَسَامِعِهِ مُجَدَّدًاً يُسَبّبُ لَهُ ضَجِيجًاً دَاخِلَ أُذُنِهِ يَتَوَقَّفُ كَيْ يَقُومَ بِمَعْرِفَةِ ذَاكَ الصَّوْتِ، يَدْخُلُ فِي حِوَارٍ مَعَ نَفْسِهِ، هَلْ هُوَ إِنْسٌ أَمْ جِنٍّ أَمْ مَاذَا..............
يَتْلُو قَلِيلًاً مِنَ الَآيَاتِ وَيُرَدِّدُهَا أَكْثَرُ مِنْ مّرَّةٍ، تَكْرَارًاً وَتَوَالِيًا،بَعْدَ أَنْ أَخَذَ ذَلِكَ الصَّوْتَ الْكَثِيرَ مِنْ وَقْتِهِ عَلِمَ بَانَ ذَلِكَ الصَّوْتُ هُوَ صَوْتُ الْفَشَلِ.
إِعْتَادٌ عَلَى أَنْ يَزُورَهُ كُلَّ يَوْمٍ، لِمَاذَا؟
يُرِيدُهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ لِنِدَاءَاتِهِ الْمُتَكَرِّرَةِ حَتَّى يَقُومَ بِإِقْنَاعِهِ ِبِأَنَّهُ فَاشِلٌ ،وَأَنَّ مُحَاوَلَاتِهِ الْمُتَكَرِّرَةَ لِلْحُصُولِ عَلَى مَا يُرِيدُ سَتَفْشَلُ، يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ لَايَتَكَبَّدَ الْعَنَاءَ فَلَنْ يَنْجَحَ مَهْمَا فَعَلَ
هَلْ سَيَسْتَجِيبُ؟؟
ذَاكَ يَعُودُ عَلَى قُوَّتِهِ وَعَزْمِهِ وَإِصْرَارِهِ ،إِذَا كَانَ قَوْيَاًعَازِمًاً
مُصِرًاً لَا أَظُنُّ أَنَّهُ سَيَتَذَوَّقُ طَعْمًاً لِلْفَشَلِ ،يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَغَلَّبَ وَيَتَخَطَّى كّافَةَ الْحَوَاجِزِ الَّتِي تُعِيقُ طَرِيقَ نَجَاحِهِ،يَجِبُ عَلَيْهِ فَقَطْ أَنْ لَايْلْتَفِتَ لِنِدَاءَاتِ الْفَشَلِ وَاسْتِمْرَارِ السَّيْرِ فِي طَرِيقِ النَّجَاحِ
إِذَاً مَنْ هُوَ ذَلِكَ الشَّخْصُ؟؟
ذَلِكَ الشَّخْصُ هُوَ أَنْتَ وَالصَّوْتُ الَّذِي يُنَادِيكَ هُوَ الْفَشَلُ وَلَكَ الْخِيَارُ، تَبْقَى قَوِيًّاً ثَابِتًاً تَتَخَطَّى الْفَشَلَ، أَمْ تَكُونُ ضَعِيفًاً مُسْتَسْلِمًاً عَاجِزًاً يَتَغَلَّبَ الْفَشَلُ عَلَيْكَ.
#مصعب_محمود_موسى
#أقلام_آيسل
#مدونة_كتابات
#نبض_المواهب_الهادفة
![]() |
الكاتب/مصعب محمود موسى |
تعليقات
إرسال تعليق