القائمة الرئيسية

الصفحات

Getlike

لِذَلِكَ الْبَعِيدِ الْقَرِيبِ/بقلم:أفراح إبراهيم | مدونة كتابات

 لِذَلِكَ الْبَعِيدِ الْقَرِيبِ


لَقَدْ مَرَّ شَهْرٌ، وَثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمٍ، وَسَبْعُ سَاعَاتٍ، وَثَلَاثُونَ دَقِيقَةً، وَثَانِيَتَانِ، مُنْذُ أَنْ رَحَلْتُ عَنِّي.

لَمْ أَتَلَقَّىْ مِنْكَ أَيَّ مُكَالَمَةٍ وَلَا رِسَالَةَ وَلَا سَطْرَ وَلَا حَتَّى كَلِمَةٌ عَنْ طَرِيقِ الْخَطَأِ.

مَاذَا؟

هَلْ جَفَّ حِبْرُ قَلَمِكَ؟

أَمْ أَنَّ الْبُعْدَ شَغَلَكَ عَنِّي وَلَمْ تَعُدْ تَشْتَاقُ إِلَى؟

هَلْ لَا زِلْتُ أَبَنْتَكَ الْمُدَلَّلَةَ وَأَمِيرَةَ أَحْلَامِكَ أَمْ زِلْتَ؟

أَمْ لَمْ يَعُدْ عِطْرٌ أَحْرَفِي يَجْذِبُكَ وَيَجْعَلُكَ تَتَلَهَّفُ لِقِرَاءَةِ شَوْقِي الْمُتَنَاثِرِ بَيْنَ الْأَسْطُرِ

أَمْ صَدَقَ أَحَدُهُمْ عِنْدَمَا قَالَ:

الْبَعِيدُ عَنْ الْعَيْنِ بَعِيدٌ مِنْ الْقَلْبِ..؟


وَلَكِنْ أَنْتَ بَعِيدٌ عَنْ عَيْنِي فَقَطْ، وَلَكِنَّكَ أَقْرَبُ لِي مِنْ رُوحِي، وَمِنْ شَهْقَةِ الْأَنْفَاسِ.

رَغْمَ بَعْدِكَ عَنِّي لَكِنَّكَ مَعِي دَائِمًا.

لَمْ تَغِبْ لَحْظَةٌ عَنْ بَالِي، تَتَوَاجَدُ فِي عَالَمِي تَسْكُنُ أَضْلِعِي، تَشْغَلُ أَفْكَارِي دَائِمًاً أَنَامُ عَلَى صَوْتِكَ الَّذِي لَا زَالَ عَالِقًاً دَاخِلَ مِسْمَعِي.

أَرَاكَ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَكُلُّ الْأَشْيَاءِ وَكَأَنَّكَ رَوحٌ تَسْكُنُنِي، تُرَافِقُنِي فِي كُلِّ مَكَانٍ حَتَّى فِي الْأَحْلَامِ.


غَائِبِيٌّ.!

لَمْ أَتَمَنَّى يَوْمًاً أَنْ تَرْحَلَ عَنِّي هَكَذَا

تَمَنَّيْتُكَ دَائِمًاً أَنْ تَظَلَّ هُنَا؛ بِجَانِبِي وَتُمْسِكَ يَدِي، تُرْسِلُ لِي الرَّسَائِلَ تُشَارِكُنِي الْمُوسِيقَى الْمُفَضَّلَةَ لَدَيْكَ، يَنْتَهِي الْيَوْمَ وَأَنْتَ بِجَانِبِي وَأَنَا مُطَمَئِنَّةٌ بِأَنَّنِي سَأَبْدَأُ صَبَاحِي بِكَ.


وَلَكِنْ هَا هُوَ الصَّبَاحُ يَأْتِي بِدُونِكَ، فِي كُلِّ يَوْمٍ وَالْمَسَاءُ أَيْضًاً.

أَعِيشُ تَفَاصِيلَ يَوْمِي وَحْدِي،لَا أَحَدَ يُشَارِكُنِي حَتَّى قَهْوَتِي لَا أَحَدَ.

لَقَدْ كَانَ حُضُورُكَ يَبْعَثُ الرَّاحَةَ وَالطُّمَأْنِينَةَ لِقَلْبِي، وَلَكِنْ عِنْدَمَا رَحَلَتْ تَوَقَّفَتْ الْحَيَاةُ بِدَاخِلِي.

أَظُنُّ أَنَّهُ شُعُورُ الْفَقْدِ.

أَنَا أَكْتُبُ إِلَيْكَ وَلَكِنْ لَا أَظُنُّ أَنَّكَ سَتَقْرَأُ وَلَا أَظُنُّ أَنَّنَا سَنَلْتَقِي مُجَدَّدًاً.

وَلَكِنْ سَأَظَلُّ أَكْتُبُ إِلَيْكَ دَائِمًاً

سَأَظَلُّ أَكْتُبُ وَلَكِنْ هَلْ سَأَظَلُّ أُحِبُّكَ؟؟

#أفراح_إبراهيم

الكاتبة/أفراح إبراهيم 


author-img
خدمة نشر الكترونية

تعليقات

Getlike