محمد الضو إسماعيل مواليد يناير 1994 سوداني الهوی والهوية بكالاريوس جامعة النيلين كلية القانون كاتب قصص قصيرة وخواطر
![]() |
ولكِنه قلبي
على عجل أوصدتُ أبواب الحب جيداً لا ثقب ينفذ من خلاله الإعجاب، شيدتُ جدارا منيعا من زبر التجاهل و التغاضي، التغاضي عن كل شيء يجلب لي التعلق ولقلبي العناء.
أصبحتُ أنثى لا تصلح لشيء، محطمة كمدينة غزاها غاز وتركها حطام بائسة تلملم شتات أبنائها، بعد أن كانت مزهرة متفتحة كزهرة تغشاها الربيع.
لم أعد أستسيغُ بني البشر لحكمة قلبي وحده يدركها، توقفت عن الخروج مع صديقاتي، إبتعدت عن العمل أطفأتُ هاتفي المحمول، إمتنعتُ عن إستقبال الزوار في المنزلِ، أغلقتُ نوافذ غرفتي بإحكام.
الضوء ايضا بات يؤرقني أخمدت كل المصابيح ...
عندما أسمع صوت أحدهم بالخارج تنتابني رهبة، أفزع، يدب الخوف في أوصالي، أختنق، أخاف أن ينادي أحدهم إسمي، حتى أسمي ظللت أتحاشى سماعه من الغير أو ترديده في نفسي، أصوات الناس ايضا تزعجني وصوت نفسي!
لم أتوقع يوما أن تكون العزلة هي رفيقتي ولكن بعض مما لا نتوقع يقع، ويوقعنا دون شفقة في شباكه.
وفيها عالقون نحن (ضحايا الخيبات وعدم التوقعات!) في غرفتي المظلمة أدمنت سرد الذكريات و الإنكفاء على التفاصيل المؤلمة، ذاكرتي تخونني في كل شيء عدا إجترار الأحزان، بت أمقت ذاكرتي مؤخرا.
في الوقت الذي يحتفل فيه العشاق بعيد الحب أركض أنا خلف خيباتي، أعانق وسادتي وأبكي، أبوح لها بكل التفاصيل فهي تصغي إلي دون مقاطعة وأثق في أنها لن تخبر احد بمأساتي كتلك الصديقات...
الصديقات المتعجرفات، عدوات السعادة، الواشيات،ناقلات الأقاويل البارعات في حبك القصص وإضافة سطور مثيرة لها من بنات أفكارهن، هادمات الملذات، خاويات الفكر. حسنا لا أريد أن أذكرهن بسوء.
(يقع المرء فريسة لأحلامه الكبيرة عندما يودع قلبه بأكمله عند أحدهم، ويقوم أحدهم ذلك بركله بعيدا، حينها يصعب علينا جمع رفاته، يصعب جدا وكما قال محمود درويش حينما عبثت به ريتا محبوبته: قد لايعني لك شيئا يا ريتا ولكنه قلبي ).
كاتبنا الرائعة
ردحذف