الثَّانِيَة صباحاً بتوقيت الذِّكْرَيَات
وَهِي تَتراقص إمَام عَيْنِيًّا ،
وَأَنَا اسْتَمَع إلَيّ مَحْمُودٌ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يبدع فِي تِلْكَ الأُغْنِيَة المحببة
. .
" كُلُّ مَا أجيك تَائِه بشوقي وحنيني . .
تقسى عَلَى عيونك تَسْرَح بِي شجوني . .
هامن بيك عُيُونِي يَا القسيت سنيني . . "
وَأَنَا اِنْدَمَج مَعَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ مَرّ طيفك مِن أَمَامَي ، بِتِلْك الْهَيْئَةِ الَّتِي شاهدتك بِهَا فِي أَوَّلِ لِقَاءٍ جَمَعْنَا ، أَتَذْكُر تماماً ذَلِكَ الْيَوْمِ فَقَدْ كَانَ التَّوَتُّر يَوَدُّ أَنْ يُقتنلي وَتِلْك النَّظَرَات الْغَرِيبَة الَّتِى تَبادلناهَا ، شًربكه الْأَيَادِي الَّتِى كَانَتْ سَيِّدِه الْمَوْقِف ، نَظَرِه الْحَبّ تُشِعّ مِن أَعْيُنِنَا ، أَصْوَاتَنَا ولأَوَّلِ مَرَّةٍ تَنْخَفِض عِنْد محادثتنا ، الإِصَطدامات الَّتِي حَدَثَتْ بَيْنَنَا عِنْدَمَا سِرْنَا فِي نَفْسِ الطَّرِيقِ وَنَظَرُه الْخَجَل الَّتِى سيطرت عَلَيْنَا ، كلانا كَان يُحَدِّق لِلآخر فأَصطدمنا . . ! ، أَتَذْكُر ذَلِكَ الْيَوْمِ جَيداً ، الْيَوْمِ الَّذِي هَبَّت رُوحُ الْحَيَاةِ فِينَا مَرَّةً أُخْرَى . .
تِلْكَ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تبادلنا ، وَالرَّسَائِل صَاحِبِه الْمَسَافَات بَيْنَنَا ، الْمُكالَمات مَلجأنا عِنْد لَوْعَة الشَّوْق . .
الْخِلَافَات الَّتِي كَانَتْ تَسْوَدّ بَيْنَنَا وَتَنْتَهِي بمغازلة أَحَدُنَا لِلآخَر ، رَغِم أَنَّنَا كُنَّا نَخْتَلِف كثيراً وَلَكِنْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ يَزْدَد حُبّنَا ونكتشف أَن كلاً مِنَّا يَعْشَق الْآخَر بِجُنُون ، طَرِيقَة مُعَامَلَة كُلِّ أَحَدٍ مِنَّا لِلْآخْرَ ، كُنَّا أباً واماً ، وأخً واختً ، ابْن وَابْنُه ، وَصَدِيق وَصَدِيقِه وَلَيْس فَقَط عُشَّاق ، تِلْك الْأَغَانِي الَّتِي أَحببناهَا سوياً ، وَبَعْضُ مَنْ كلماتنا الَّتِي يَكْشِف كلانا بِهَا حُزْن الْآخْرَ وحتي غيرتهُ ، رَغِم إنَّنِي كُنْت الْأَكْثَر غَيْرُهُ وَلَكِنْك اسْتَطَعْت أَنْ تَمتَص غيرتي ، تَشْجِيع كُلّ مِنَّا لِلآخَر ، متابعتك لِي فِي دروسيَ وواجباتَي ، اتصالك بِي لَتَسْأَلُنِي عَنْ واجباتيَ ومراجعتك مَعِي ، وَعِنْد اِنْشِغال أَحَدٌ مِنَّا عَنْ الْآخَرِ كَانَ يَتَّصِلُ الْأَكْثَر شوقاً وَلَكِن دَائِمًا مَا كُنْت أَنْتَ الْمُتَّصِل ، تَحملك لتقلباتي المزاجية ، وتصرفاتي الجنونية ، وأفعالي الَّتِي تَتَّصِف دائماً بالغباء ، خلافاتي الْمُسْتَمِرَّة ، حُزْنِي مِنْ أَبسط الْأَشْيَاء ، كُلُّ هَذَا اسْتَطَعْت أَنْ تَتَحَمَّلُه ، وَعِنْد سُؤَالِي لَك لِمَاذَا تَتَحَمَّل كُلُّ هَذَا مَا الَّذِي يجبرك ؟
كُنْت تُجِيب لِي دائماً بِأَنَّك قَادِرٌ عَلِيّ تُحَمّلْي دوماً ويجبرك حُبُّك لِي . .
لَم تَيْأَس ابداً مِنْ أَنَّ تَجْعَلنِي بِحَالِه أَفْضَل ، كُنْت تكرث جَهْدَك مِنْ أَجْلِ إسْعَادِي ، وَحَتَّى عِنْدَمَا كُنْت انادى بِتِلْك الفَتَاة الرُّجُولِيَّة الشَّخْصِيَّة والهزلة ، لَمْ تَكُنْ تَهْتَمّ لِهَذَا وَكُنْت تَقُولَ لِي احببتك لكونك بِهَذِهِ الصُّورَةِ ، وَحَتَّى عِنْدَمَا فَشُلَّت فِي كَوْنِي شَخْصِيَّةٌ نَاجِحَة ، لَم تتركني وَكُنْت تلازمني بِكُلِّ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ . .
لَن أَنْكَر أنّك كُنْت وَمَازِلْت ذَلِكَ الشَّخْصُ الْمُفَضَّل بِالنِّسْبَة لِي ، الَّذِي تَعَرَّفْت عَلَيْهَ مِنْ قِبَلِ سِتّ سنواتِ وساعدني لِلْوُصُول إِلَيَّ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْآنَ . .
أَكْتُبَ لَك بَعْدَ مَا فَرَّقَتْنَا الْحَيَاة مُنْذُ عَامَيْنِ ..
وطيفك لَمْ يُفَارِقْ مُخيلتي إلَيّ الْآن ! . . .
#ريان_الهادي
#مدونة_كتابات
#نبض_الكتابة_والمواهب_الهادفة
تعليقات
إرسال تعليق