من بالباب
إنها الثالثة والنصف و الكل يستعد لوجبة الغذاء دق جرس الباب برقة، يا أولاد إنها جدتكم
و ما أدراك قد يكون محصل الكهرباء أو المياه أقول لكم إنها أمي أعلم رنتها
أجري لأفتح الباب ألم أقل لكم إنها ست الحبايب
أهلاً ياأمي (وحشتيني كتير جداً هات إيدك أبوسها كم أشتاق إلى حضنك)
ياله من حضن أغسل فيه همومي أرجع فيه إلى عالمي الأول وانا في رحمك لا أسمع إلا دقات قلبك
تفضلي يا ست الكل ماشاء الله فستان جميل ألوانه مبهجة كأنك فى الثلاثنيات من عمرك وماشاء الله وجهك منير واضح أن الضغط والسكر مضبوطين يا سكر
تعالوا يا أولاد سلموا على (تيته)
دايماً (جايبة هدايا للاولاد و مش بعيد تكوني جايبة الغذاء)
جلست على الاريكة المقابلة للنافذة المكان المحبب لها
لماذا هذا الصمت هل تشتكي من شئ أراك والحمد لله بأحسن حال وكأنك عروس
ها أنا أضع راسي على فخذها فإذا بالهموم تتساقط عندما مال راسي عليها وتنهدت تنهيدة تسمع الحي كله ما هذه الراحة وكان قلبي جلس على كرسية واطمئنت نفسي المطحونة فى رحى الحياة و ساد الصمت وكاني غفوت ولا أشم إلا رائحتها ولا ترى عيني سوى وجهها ولا سمع سوى دقات قلبها
فجأة تعلو دقات وكانها طبول الحرب تاتي كالسكاكين لتقطع هذه اللحظات الجميلة إنها دقات المنبة.. وصوت يعلو إنها السابعة صباحاً
يا لها من رؤية جميلة تمنيت أن تطول حتى لو أخذت ما تبقى من العمر رحمة الله عليك يا أمي فى حياتك كنت أدوس على الدنيا بقدم من حديد
أعلم انه من ورائي سد منيع مبني من دعواتك متسلح بصلاحك أما بوفاتك فقد أنهدم السد وكان ما كان من أمواج الحياة التي تهيج تارة وتهدئ تارة
حقا علي الآن أن أدعوا أنا لك رحمك الله رحمة واسعة "اللهم ارحمهما كما ربياني صغيراً.
عاطف عناني
تعليقات
إرسال تعليق