إستسلام

إستسلام 

في المنزل يدعونني بالكسول. 

الخائب الذي ليس منه رجاء. 

أبي نفذ صبره مني، لم يعد يحدثني في شئ

كعادته كل صباح كان لا يدعني أكمل نومي

كان يقول أنت ليس لديك هدف، إذن أنت ليس موجود

أخي الكبير قال لوالدي هذا زكاة لكم، ليس فيه نفع

وحدها أمي من تقف معي. 

اصحو متأخراً! 

      أضع معجون الأسنان في فرشاتي، ثم أخرج خارج المنزل

أحتاج الى ساعة؛ أو الساعة والنصف لأفرش أسناني. 

أضع سماعة الأذن وأنا أستمع إلى فيروز أو وردة الجزائرية وهي تصدح لولا الملامة يا هوا لولا الملامة. 

أدخل إلى المطبخ في عجز وكسل أجد أمي تبتسم في وجهي

أقبل رأسها، ثم يدها. 

تدعو لي. وتقول أتريد قهوتك

أمازحها أما يكفي رؤيتك بهذا الابتسامة؛ بدلاً من قهوة الصباح؟ 

تضحك ملئ فائها. 

أصب قهوتي التي أجدها على الموقد

هي تدري وقتي الذي أصحو فيه، لذلك تضعها لتسخن

أحمل كوب القهوة، وأخرج خارج المنزل. 

أجلس على (المسطبة) التي حول منزلي أشعل سيجارتي

ثم أدع جورج وسوف يغني(طبيب جراح قلوب الناس أداويها)

هذه أغنيتي المفضلة عندما أشرب القهوة

أعود إلى أمي! 

تحكي لي ماذا قال أبي قبل المغادرة إلى عملة

إنه يفقد الأمل فيك

إلى متى هذا الحال يا بني؟ 

أجيب :إلى الممات يا أمي

لم يعد هنالك شىء يغريني في الحياة؟ 

كما فقد أبي الأمل فيني! 

فقدت شغفي نحو الحياة

ولولا هذه الابتسامة التي تخرج من ثغرك؛ لمتُ يأساً يا أمي

ترد علي: كفى هرتغة انت مازلت صغيراً حتى تستسلم هكذا

نعلم أنك طرقت كل الأبواب بعد تخرج، واستلامك لشهادتك

ولكن دائما هنالك مكان لك. في هذا الوجود. 

فقط أنت حاول ويجب أن لا تستسلم ولا تقف هكذا

يقول جورج أورويل النجاح هو أنت تنتقل من فشل؛ إلى فشل دون أن تفقد حماسك. 

ي أمي هذا في زمن أورويل، في زمننا هذا أختلف الوضع

ليس لي مكاناً مع أصحاب الواسطات

تصدقين يا أمي أنّ صديقي الذي جاء في المركز الرابع قد قبل في المقعد المخصص لي في العمل

نعم يا أمي إنها الواسطة. 

أنت تعيد لي نفس الكلام كل يوم

أريد أن أسمع منك شي جديد محاولة جديدة يابني

لقد أكتفيت يا أمي

سانتظر حظي هنا معك

أو فيأخذني الرب إليه وانا بجوارك.

✍️مروان داوود