مرحبا صغيرتي البائسة
أعلم ما يعتريك الأن من صخب يبدو ظاهراً علي ملامحك الرثة، تلك الأكوام من الخزن والمعاناة، أنا حقاً أشفق عليك من هذه الحياة التي لا تبالي لعمرك الصغير، خمس سنوات هو عمرك أليس كذالك، وكل هذا الكم الهائل من الوجع علي تلك العضلة الصغيرة هناك !
كنت أود إخبارك بأنك أروع من أن تجلسي هنا وحيدة من غير أصدقاء ولا حتي رفاق، تجلسين فقط وتراقبين جدتك العجوز وهي تصنع الطعام أو تشاهدين جدك وهو يتحدث إلى جدتك بشأنك أعلم جيداً كم هو الأمر مهلك لطفلة مثلك أن تكون بعيدة من والديها عليك انت تفهمي صغيرتي أن تلك الظروف الشنيعة تقتل والديك رغما عنهما وهما يحبانك جدا يداك الصغيرتان أمك تعبدهما هي أخبرني ذات مرة أنها مغرمة بك حد الجنون توقفي عن البكاء وعاودي الحياة مثل بقية الأطفال، ألتمسي لعبك الصغيرة اِسأليها ماذا تشرب أو تأكل أخبريهم عن قصصك وأحلامك للمستقبل، قبلي جبين جدك العجوز ربما تسرقه منك الايام يوما تحدثي إلى جدتك وأخبريها عن عرس دميتك المفضلة وعن الأطفال التي أنجبتهم، وعن قصة العشق بينها وبين زوجها الرائع، غني تلك الغنية ودندني علي مسامع البيت لا تيأسي صغيرتي فإن ما ينتظرك أكبر بكثير عليك أن تتوشحي القوة وأن تصنعي حاجزاً بينك وبين الألم أنتي لها صغيرتي ووالديك في انتظارك.
#بلسم ادم
تعليقات
إرسال تعليق