براءة ونقاء
دائماً ما أراهم منتشرون حولي يمرحون سوياً، فتياتي-كم هي جميلة هذه الكلمة- متشابكات الايدي يدورن حول أخرى تتماثل البكاء ليسالنها ما بها! في كلمات أنشودة من وحي خيالهن، تتمزج كلماتها بالبراءة والنقاء، وجمال الفتية وهم يرجون أرجاء المنزل بالصراخ على واحد منهم قد اضاع هدفا مؤكداً، والبقية يقفزون فرحاً وسخرية عليه، وقلبي يقفز فرحاً لفرحهم !!
دائماً أراهم يدورون حولي وهم يهتفون بكلمة أنا، أنا، أنا...
رد على سؤال من يستحق هذه الوردة التي في يدي؟
يأخذها أحدهم، ليرجعوا للتنافس مرة أخرى على من يغمر راسه بصدري أولاً ويأخذ النصيب الأكبر من القبل.
دائما أراهم يلتفون حولي حاملين لكتاب الله، يسألني أحدهم من شرح آية وآخر من تجويد سورة، وآخر يسالني هل أجدت حفظها وكتابتها كما ينبغي؟!
دائماً آراني أهدي أحدهم كتاب، أتنافس مع البقية على إنهاء كتاب آخر، أوقظهم لصلاة الفجر ونختم يومنا بذكر ودعاء.
سوف أبني لهم داراً كبيرة الحجم، رفيعةالمستوى، ساسها الحب، وفراشها الأمان.
آوي فيها كل طفل مظلوم ومحروم من أبسط حقوقه، تآئه في أخطاء آخرين عجزوا عن كبح جماح أنفسهم، غارق في أخطائهم، حامل لذنهم وعارهم ، محمل بعبئ مجتمع لن يتقبله مهما بلغ من النجاح والعلم سيظل ينظر إليه كغلطة لا أكثر.
لن أجعل لهذا الدار إسماً لأجعل حق انتمائهم لي وحدي وليسوا أبناء دار …
سيظلون حلمي دائماً، النقطة المشرقة بروحي، وغدي المشرق الذي أعيش لأجلة.
 |
| الكاتبة | شيماء النذير |
تعليقات
إرسال تعليق