«عزيزُ ماريان»
__
ـ يومٌ بعد يوم، يتّضح لي، بأنّ المحاولة لتخليدُكِ ببعض الكلمات، أمرٌ بالغ التُهور، بالغ الصعوبة.
آهٍ على قلبي السماء
آهٍ على ليالٍ نِلتُ مِنها ضحكتكِ، ولم تنل مِنّي سوى نصركِ
يا للأيام وما تحوي، ويا لي من يدٍ مطيعة للأيام
أذهبتُ فيكِ الرضى وكل شيء يبعث الطمأنينة، حتى عادتني نفسي عن شأوي لكِ عنها.
لطالما كانت على بحرُ أعينكِ تذُوب براكين من حمم عارية عن مسارات الطريق، عارية عن الإستقامة
يا لشدوي، الذي كنت أوزن أوتار مقاماته على مقاس
ضحكتك الرمضاء، أو على مقاس حذاء للذكرى إعتادته
براحات الأراضي في دروب أيامك.
لم تعتادي على مدادٍ شائِق، كي تمُدّي بزُبر عُنقكِ
حتى يبلغ المُنادَى.
لم يكن طولك بقدر مئذنة مسجدنا القديم، ولا بتفصيل أشكال الحوانيت على براح الحارات، حتى يخرج عنق بوحكِ صوت يجتاز صِراط المآذن ومدى الأحياء.
لم تكن رِقّتكِ بحلق سقسقة طائر ولا بخيزرانة فراشة
بل أرفع من ذلك بقدر دستان قيثارة ، وبملمسٍ رقيق
تحُط من عليه أتربة هذا الفراش الأول.
دلامة على الكلمات، مِلحاحة، مُلِحّة، مالِحة، ومِلحةٌ بشجن ذكريات الأمكِنة.
وبوضوح وشَمٍ على خِصر أُنثى حيوان، ونحيب عنقك الملفوف بعقد الحِكمة في المواقف، كُنتِ جداري
الذي أضع فيه بطن كفّ يدي حتّى أستنِد على مقربة من قفزة تُهديني الهروب من سجون الأيام.
لا كلّت تلوحية يدك عن ظهري الذي حفظها عن باطن قلب.
هذا ولأنّكِ حتّمتي على برابرة الأنفاس من رئتي أن تخرج وتُواجه هذا، كل هذا، أضرِبنُي به وأُعلِن:
هيَ هُنا، أنا..؟ هي.!
ثلاثتنا عند الغضب نحتكِمُكِ، قاضياً، أنا، أنتِ، ونحن.
لذا..
لذا، مرّة أخرى، وهذه الأخرى قد تسلّلت ولم أُسعِف نفسي؛كي أرى، ولم أجد طريقة تُعيد لي مشهد هذه الخفقة .
كل هذا الإنكار للذات، إنما هو محاولات لإثبات طُغيان وجودتك.
هذا الإثبات يحتاج إلى لغة؛قاعدة؛بيئة؛منطق، وحياة.
تعاقب عمري على مدى ثلاث عقود منك، حزنك، فرحكِ
وحين تعتصرين الأثنين في كوب حياة واحدة.
شكراً، لأنني لم أعُد أنتِ.
لطالما كُنتُ قطعة ثلجٍ سعِدتْ بذوبانها على يدك
وأذهبتُ فيكِ حتّى تلاشيتيِ، نعم لا زالت يدَكِ باردة
وليّنة، ولكنّكِ أذِبْتنِي.
-
- مُحمّد عبدالمالك
#أقلام_كيان
#مدونة_كتابات
#نبض_المواهب_الهادفة
#M_abdulmalik
![]() |
الكاتب/ محمد عبد المالك | مدونة كتابات |
تعليقات
إرسال تعليق